تحديات بالجملة امام العالم الاسلامي حضرت في قمة اسطنبول اليوم، في العناوين اتفاق بين العواصم الاسلامية على اولوية محاربة الارهاب، وفي التفاصيل حسابات سياسية وتباين يبدأ من سوريا الى مقاربة الملفات الاقليمية ما يعزز وجوب التلاقي السعودي الايراني اولا.
جوهر التقارب الاسلامي بدا واضحا في المقاربة التي قدمها رئيس الاتحاد البرلماني العربي نبيه بري في القاهرة منذ ايام، وظهرها في بيروت اليوم خلال تكريم الوكيل العام للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني، الرئيس بري انطلق من وجوب البحث عن ثقافة اصولية متجددة تنبع من النجف الاشرف وقم والازهر الشريف بمواجهة ثقافة ارساها الانتداب ومخلفاته فأنتجت داعش والنصرة وكل المسميات القاتلة والمجرمة.
ومن هنا يأتي دور المؤسسات الاسلامية في اطلاق ثقافة التوحيد والتقريب ومقاومة الاحتلال، ومن هنا ايضا يأتي الرهان على تلك المؤسسات وهو ما سمعه الرئيس بري من شيخ الازهر الذي بدا مصرا على التصدي لثقافة التكفير والتدمير والتهجير، هذا هو عنوان المرحلة وتلك هي التفاصيل ولا اجتياز للمحن ولا تخطي للازمات من دونها، فأي دور للعواصم في ترجمة تلك التوصيات؟
لبنان يترقب، سوريا انتخبت مجلسها التشريعي وتنتظر مسار جنيف من جديد، اما العراق فدخل في ازمة جديدة، بدت في الكباش السياسي واقالة رئيس البرلمان والمطالبة بأن تطال رئيسي الجمهورية والحكومة، الاردن مضى في معركته ضد الاخوان المسلمين وواصل اغلاق مقراتهم، بينما كان صوت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حواره السنوي مع مواطنيه يتردد في عواصم العالم المعنية بالتباين او التسوية الروسية الاميركية وتحديدا حول سوريا، لا تراجع روسي، ولكن المطبات الميدانية موجودة في حلب الى حد وصف بوتين الوضع بالمعقد في الشهباء وريفها، كصورة مطابقة لهذه المنطقة الاستراتيجية.