أصاب الرئيس نبيه بري في موقفه البارحة في ما رمى اليه وهو نزع فتائل التصعيد وتهدئة حماوة التعبئة على خلفية طائفية، وأعاد بموقفه لملمة القواسم المشتركة بين جميع المكونات والدفع باتجاه ان يصحح البعض شططا كاد أن ينزلق اليه على حساب الاجماع الوطني.
بادرة الرئيس بري شكلت شبكة أمان وأكثر، حرص مطلقها على انقاذ من كادت ان تغرقه مشاريع قوانينه واقتراحاته في ظل المشهد الجديد للتحالفات الطبيعية والمركبة، وفي ظل وشاح الحداد على موت 8 و14 اذار السريري في مطبات قد يصعب النهوض من تداعياتها.
لكن ورغم الجو القاتم سجل اليوم موقف لتكتل التغيير والاصلاح رأى في موقف الرئيس بري خطوة أولى نحو حل مشكلة قانون الانتخاب، وهو ما يؤشر الى حلحلة ما قد تعيد الكتل النيابية الرئيسية لاعادة النظر بمواقفها السابقة، لكن الشأن التشريعي لا يخفي حماوة الاستحقاق البلدي الذي يبدو انه أكثر التصاقا بالناس وببيوتاتهم العائلية والحزبية، مستفيدين من اجازة الفصح التي تبدأ بعد يومين لندخل زمن البلدية والاختيارية التي لا شك ستعكس اتجاهات الرأي العام المتعطش للتغيير والتعبير بحرية أكثر وسط الترهل الحاصل على مستوى الدولة ككل وأزماتها التي لا تنتهي.
واليوم شهدنا تحركا مطلبيا واعتصامات هيئة التنسيق النقابية ترفع الصوت عاليا من اجل مطالب كادت ان تصبح في مهب النسيان.