اليوم هو يوم ذكرى النكبة، سبعون عاما مرت فيما وحوش اسرائيل ومعظم العالم بأقربيه وأبعديه ينهشون جسد فلسطين. قد يموت الجسد لكن روح الصمود والتحدي والمواجهة عصية على الموت. اللحم العاري يتحدى الرصاصة، والقبضات المرفوعة تواجه القذيفة. انها الرسالة المدوية المغمسة بالدم الذاكي الى العالم ان حقنا لا يضيع وعزيمتنا لا وهن فيها وحلم التحرير والعودة لا يبرح وجدان اجيال فلسطين.
في الذكرى السبعينية الهبة الفلسطينية تتأجج في داخل وخارج تظاهرات ومسيرات واضطرابات في وجه محتل متغضرس عمله هو الاجرام الذي لم يستثني ليلى تلك الطفلة الرضيعة ابنة الاشهر الثمانية التي لم ترحمها الة الذبح الاسرائيلية المتوفر لها غطاء العالم اللامتحضر وايضا غطاء اللامبالاة العربية واكثر.
في الساعات ال24 الاخيرة لم تكن ليلى الطفلة الشهيدة الوحيدة كان الى جانبها عشرات اخرون استشهدوا عند قطاع غزة فضلا عن اكثر من2000 مصاب بالرصاص الحي وقنابل الغاز الاسرائيلية.
المذبحة الاسرائيلية والوجعة الفلسطينية احرجتا ما يسمى بالمجتمع الدولي فتقرر عقد جلسة لمجلس الامن دافعت خلالها واشنطن عن اسرئيل التي مارست ضبط النفس في غزة كما عبرت المندوبة الاميركية، فعن اي ضبط تتحدث ولتقل قتل النفس فهذا التعبير يصح اكثر.
وفي ظل صمت عربي تحركت تركيا وطلبت من السفير الاسرائيلي لديها العودة الى بلاده المفترضة لبعض الوقت في ما استدعت بلجيكا سفير الكيان الصهيوني على خلفية مذبحة غزة.
لبنان الذي يتابع مجريات ما يجري في فلسطين وعلى ضفافها يشهد اتصالات في الضوء وخلف الكواليس استعدادا لانجاز الاستحقاقات المقبلة بشقيها البرلماني والحكومي.
وفي هذا السياق اندرج اللقاء الذي عقد بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في قصر بعبدا، اللقاء كان اكثر من ممتاز وهو لا يعكس سبحة جديدة بين الرئيسين بل متجددة بحسب توصيف الرئيس بري الذي اشار الى ان البحث تناول المواضيع المستقبلية موضحا انهما لم يدخلا في قضية الاسماء سواء بالنسبة الى انتخاب رئيس المجلس النيابي وهيئة المكتب او بالنسبة الى الوزراء في الحكومة الجديدة.
مصادر مواكبة اكدت للNBN ان اجواء اللقاء بين عون وبري كانت ايجابية جدا تماما كما عبر رئيس المجلس، المصادر شددت انه وبعيدا عن كل ما يمكن ان يصدر من تحليلات حول ما تم بحثه فان الحقيقة انه لم يتم التطرق الى اي تفصيل يتعلق بالاستحقاقات المقبلة. وكشفت المصادر ان البحث جرى بشكل معمق حول عمل المجلس والتشريعات والقوانين خلال المرحلة المقبلة.
وفي هذه الاجواء يعقد مجلس الوزراء جلسة غدا قد تكون الاخيرة قبل ان يذهب في رحلة تصريف الاعمال، وعشية الجلسة التقى رئيس الحكومة سعد الحريري وزير المال علي حسن خليل، الجلسة التي يلتئم شملها في قصر بعبدا يتضمن جدول اعمالها 83 بندا الى جانب مواضيع من خارجه، ومن بين المواضيع الحساسة التي سيبحثها مجلس الوزراء الكهرباء واقتراح الغاء شهادة المتوسطة والترخيص للجامعة الارثوذكسية.