حادثة منى تتصدر، بانتظار نتائج التحقيقات الرسمية وكشف مصير مئات المفقودين. وحدها طهران أعلنت عن ثلاثمئة وخمسة وستين حاجا إيرانيا مفقودا من بينهم سفيرها السابق في لبنان غضنفر ركن آبادي، عدا عن مئة وواحد وثلاثين حاجا إيرانيا قضوا في التدافع، وثلاثة وثمانين جريحا. ومن هنا رفعت طهران سقف مطالبها، وحملت المسؤولية للإدارة السعودية، وطالبت الرياض بإشراكها في التحقيقات.
حادثة منى المأساوية فرضت نفسها في أولوية المتابعات الرسمية والشعبية على مساحة امتداد المسلمين في العالم، فكيف ستجري المعالجة؟
العالم نفسه مشغول سياسيا بال”تكويعة” الدولية نحو دمشق. أسرع مما كان متوقعا فتحت موسكو الطريق لعواصم الغرب، فاستدارت الولايات المتحدة الأميركية وتركيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، والباقي على الطريق.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلق عنوان المرحلة المقبلة، قبل لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما: الطريق الوحيد لوقف الحرب في سوريا هو دعم الرئيس بشار الأسد. عواصم أوروبية تدرجت في المواقف المؤيدة عمليا لطرح بوتين، ولكنها ألزمتها بعبارة “الفترة المؤقتة”، لحفظ ماء وجه الرؤساء والحكومات الغربيين الذين رسموا روزنامة رحيل الرئيس السوري منذ خمس سنوات، فمضت الأشهر والسنوات وتبدلت الأجندات، وهم يدشنون اليوم الاستدارة الرسمية.
فكيف ستترجم ال”تكويعة”؟
الروس يتحدثون عن حلف عسكري ضد الإرهاب يجمع موسكو وطهران ودمشق من جهة، إلى جانب مجموعة تقودها واشنطن من جهة آخرى. ومن هنا جاءت مبادرة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي كانت أكثر واقعية وجرأة بطرح إشراك أكبر مجموعة دولية في المحادثات حول سوريا، لضمان نجاح ما تروج له موسكو. الكرملين وافق، ودمشق تترقب على وقع حرب عسكرية سورية متصاعدة أكثر فعالية ضد الإرهابيين.