منطقة الحوش الواقعة على مرمى حجر من مدينة صور كانت هدفا لعدوان إسرائيلي بعد ظهر اليوم حيث استهدفت مسيرة معادية سيارة ما أدى إلى إرتقاء شهيدين.
في ما عدا ذلك كانت فترة ما قبل الظهر تشهد تراجعا نسبيا في وتيرة الإعتداءات تقابله بعض الحيوية على مستوى الحراك الدبلوماسي.
أبرز هذا الحراك تعكسه لقاءات الموفد الرئاسي آموس هوكستين اليوم في باريس مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان ومستشار في الخلية الدبلوماسية في الأليزيه وهي خلية نشطة منذ أشهر مع وزارة الخارجية للعمل على تجنب تصعيد عند الحدود الجنوبية للبنان.
وقبيل بدء محادثات الموفد الأميركي دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى “منع اشتعال الوضع بين إسرائيل ولبنان”.
في موازاة المحادثات الأميركية – الفرنسية حول الوضع العسكري جنوبا ثمة إستعدادات لزيارتين يقوم بهما موفد قطري ووفد أمني مصري إلى بيروت في الأيام القليلة المقبلة على ذمة ما نشرته بعض الصحف اللبنانية.
وفي بيروت أيضا كلام لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن “شعبنا الذي ما رضي ولا يرضى بالإعتداءات على سيادته وكرامته الوطنية وسيادة أراضيه وعلى المدنيين من أبنائه وخصوصا الأطفال والنساء”.
وقال رئيس الحكومة: “نحن معنيون من منطلقات عروبية ووطنية وإنسانية بحرب الإبادة الفعلية الجارية في حق الفلسطينيين ولا سيما في غزة.
وفي غزة يزداد مأزق المحتل الإسرائيلي ولعل خير ما يعبر عن هذا المأزق قول مفوض شكاوى الجنود السابق اللواء الإسرائيلي (إسحاق بريك) إن “القتال في القطاع فقد هدفه ويجب أن يتوقف فورا … جنودنا يقتلون ويجرحون عبثا ونحن غير قادرين على جعل حماس منهارة لأننا لا نستطيع البقاء في الاراضي التي نحتلها”.
هذا الكلام تؤكده الوقائع على الأرض ومن ضمنها إعلان كيان الإحتلال اليوم إصابة اربعة وعشرين من جنوده خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بينهم ثلاثة وعشرون في قطاع غزة وحده.
إنطلاقا من هذه الوقائع يبدو جليا أن المعركة العسكرية وصلت إلى طريق مسدود مع سقوط إحتمالات النصر المطلق والعجز عن القضاء على المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس.
ولذلك بدأ العدو الإنتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب وهي مرحلة دونها الكثير من الإلتباسات ما لم تتضمن إنسحابا كاملا لجيش الإحتلال. ويفترض أن يحتل هذا الموضوع حيزا في الإجتماع الذي يعقده الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر تموز الحالي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يزور واشنطن لإلقاء كلمة في الكونغرس في الرابع والعشرين من تموز.
وتتزامن الزيارة مع انشغال الأميركيين بتداعيات المناظرة الأولى التي جمعت بايدن ومنافسه دونالد ترامب الذي كانت الغلبة له فيها لكن المرشح الديمقراطي عزا فشله إلى أنه كان مرهقا بسبب السفر قائلا: كاد النعاس يغلبني في تلك الليلة!!!
هذا ويستعد الديمقراطيون في الكونغرس لإقناع بايدن بالإنسحاب من السباق الإنتخابي وافاد إستطلاع للرأي بأن واحدا من كل ثلاثة ناخبين ديمقراطيين يرى أنه يتعين على الرئيس الحالي الإنسحاب فهل يفعل … أقله بضغط من الديمقراطيين الذين باتوا يتخوفون من تحول ولايات ديمقراطية إلى ولايات جمهورية بسبب أداء بايدن.