في ما يشبه تعميمـًا مـُلزِمـًا لم تبقَ وسيلة اعلامية عبرية إلا وأدلت بدلوها في ضخ تقارير عن قرب نهاية المواجهة العسكرية على الجبهة اللبنانية ولاسيما العملية البرية. والتقت عنه التسويق لتقدمِ مزعوم في المحادثات والاتصالات بخصوص هذه الجبهة. لكن أغرب ما بثته وسائل الاعلام هذه إن إسرائيل تدرس إمكان وقف إطلاق النار لتجنب أي قرار من مجلس الأمن ضدها.
هنا.. “الكذبة تعرف من كبرها” فمنذ متى تخشى إسرائيل مجلس أمنٍ وأممـًا متحدة ومحكمـًة جـنائية دولية..؟!.
أما الحقيقة الصادقة والساطعة فهي ان أي إنهاء للعدوان لن يكون سببه إلا صمود المقاومة وضرباتها الموجعة التي يتلقاها كيان العدو وجيشه رغم كل أعمال القتل والتدمير في لبنان. فرغم دخول العدوان الواسع يومه التاسع والأربعين لم تؤمـَّن للمستوطنين ظروف عودتهم إلى الشمال المحتل وجيش الاحتلال يدفع يوميـًا من جنوده قتلى وجرحى ويعجز عن تحقيق إنجازات برية حقيقية.
هذا الإخفاق عكسته وقائع ميدانية من قبيل تصدي المقاومين لمحاولة تسلل باتجاه بلدة عيناتا قامت بها قوة معادية عند الأطراف الجنوبية الغربية لعيترون. وقبلها أفشلوا محاولاتٍ متكررةً للتقدم باتجاه بنت جبيل عبر محور مارون الراس – يارون وسط معلومات عن قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال سقطوا خلال اشتباكات مع المقاومين في عيتا الشعب. أكثر من ذلك جـُنَّ جنون العدو عندما اكتشف ان المقاومة اطلقت صواريخ باتجاه عمق الكيان المحتل من أماكن عند الحافـَة الحدودية الأمامية التي كان جيش الاحتلال يـَفترض أنه أنهى الوجود المقاوم فيها. كما أن اللافت في بأس المقاومين وصول صواريخهم إلى مسافة نحو مئة وثلاثين كيلو مترًا في عمق الكيان المحتل واستهدافـُهم مواقع للمرة الأولى منذ بدء المواجهة العسكرية.
في المقابل واصل العدو عدوانه المتفلت على لبنان مستهدفـًا المدنيين وممتلكاتهم وفرقهم الإسعافية والبنى التحتية والمواقع الأثرية والتاريخية. وأضاف جيش الاحتلال إلى أجندة اعتداءاته غارة على علمات في جبيل مستهدفـًا منزلاً يوؤي نازحين من البقاع ما أسفر عن إستشهاد ثلاثة وعشرين منهم. وقبل هؤلاء كان العشرات قد استشهدوا في اليوم السابق خلال سلسلة مجازر إسرائيلية في البقاع والجنوب أكثرها إجرامـًا في (دير قانون رأس العين) حيث ارتقى سبعة عشر شهيدًا جلـّهم مسعفون. وقد نعت حركة أمل وأفواجـها وكشافة الرسالة الإسلامية كوكبة منهم.
على أن العدوان الإسرائيلي على لبنان وكذلك على غزة سيحط على طاولة القمة العربية – الإسلامية التي تستضيفها السعودية غدًا. وقد توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى المملكة اليوم حيث يرأس الوفد اللبناني في القمة.
وفي الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية أكد الوزير عبداللـ بو حبيب ان لبنان يحتاج إلى دعم ومساندة العالمين العربي والإسلامي لوقف حرب إلغاء لبنان التنوع والتعايش بين الأديان والحضارات.