غدا محطتان لبنانيتان فيهما بعض الترابط: الأولى ذكرى إنفجار مرفأ بيروت والثانية مؤتمر دولي لدعم لبنان هو الثالث منذ وقوع هذه الكارثة قبل عام.
اللبنانيون – وبينهم أهالي الضحايا والمكلومون والمتضررون – يطلون على الذكرى السنوية الأولى لبركان المرفأ بكثير من الوجع.
فالقضية عادلة … وهي قضية حق.. وقضية حقيقة… لا حصانات فيها لكبير أو صغير… ولا مقبولة محاولات التسييس.
عشية الذكرى ارتفع منسوب التهويل السياسي والاعلامي في استثمار فاقع يفقد الذكرى أبعادها الوطنية والوجدانية.
من هنا الدعوة الى اللبنانيين عموما وأهالي الضحايا خصوصا: أن ارفضوا تسلل المسيسين وانبذوا مزايداتهم وإلا ضاع الحق والحقيقة في دهاليز مشاريعهم وأنانياتهم.
مصداقا لهذه المحاذير قال الرئيس نبيه بري إن العدالة ليست عريضة أو عراضة بل إستحقاق يومي يتكرس باستقلالية القضاء والسمو بقضية الشهداء ودمائهم فوق أي إعتبار سياسي أو إنتخابي أو طائفي بغيض مجددا تكرار موقفه حتى إنقطاع النفس: لا حصانة ولا حماية ولا غطاء إلا للشهداء وللقانون والدستور.
وفي شأن متصل إعتبر الرئيس سعد الحريري إن البركان الذي عصف ببيروت وأهلها ليس منصة للمزايدات والاستثمار السياسي في أحزان المواطنين المنكوبين بل يوم لتحرير العدالة من المبارزات السياسية والمحاكمات الإعلامية، وشدد الحريري على تعليق بعض المواد الدستورية لرفع الحصانات…: كل الحصانات من أعلى الهرم إلى أدناه.
أما حزب الله فدعا لوضع حد نهائي وقاطع أمام التلاعب الداخلي والاستغلال الخارجي بالقضية وتوجيه الاتهامات وتشويه الحقائق على حساب الحقيقة والعدالة وآلام اللبنانيين ومصيرهم.
وفي يوم ذكرى إنفجار المرفأ يلتئم مؤتمر دعم لبنان بدفع من فرنسا التي تتطلع لجمع ثلاثمئة وخمسين مليون دولار من اجل الاستجابة لحاجات الشعب اللبناني.
المؤتمر الذي تشارك فيه أربعون دولة ومنظمة لن يقتصر على هذا الأمر اذ سيؤكد ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ اصلاحات هيكلية وسيواصل الضغط على من يتسبب بالتعطيل السياسي في لبنان.