في نهاية الأسبوع اللبناني لا صوت يعلو الصوت الإنتخابي في اليوم الإشتراكي الحافل وفي نتائجه تسلم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط راية قيادة الحزب التقدمي. أما العنوان البارز الذي توخاه الإشتراكيون وظهر في النتائج فهو ضخ روح الشباب في العروق الحزبية من دون أن يعني ذلك أن الرعيل القديم سيتقاعد. أما وليد جنبلاط فوصف الإستحقاق الإنتخابي الإشتراكي على انه إنتقال من مرحلة إلى مرحلة جديدة بشكل طبيعي وقال للرئيس الجديد: “سر ولا تخف والله معك مهما كانت تقلبات الزمن ومفاجآت الأقدار وتغيرات الأحوال”.
وفي السياسة شدد على ان الحوار هو السبيل الأوحد للوصول إلى التسوية وتكريس المصالحة وتعزيزها. القطار الإنتخابي الذي يسلك سكته بسلاسة على مستوى الحزب الإشتراكي لا يماثله مسار الإستحقاق الرئاسي اللبناني الذي يبدو معلقا في هذه المرحلة على المساعي الفرنسية بشكل خاص. وفي هذا السياق ينتظر اللبنانيون عودة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان إلى بيروت في تموز المقبل على الأرجح لان الوقت لا يعمل لصالح لبنان. وإذا كانت الجولة الأولى من مهمته إستطلاعية فإن معالم الجولة الثانية ترصد بين سطور قوله إنه سوف يعمل على تسهيل حوار جامع بين اللبنانيين من أجل التوصل إلى حل توافقي للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضرورية.
دوليا ظلت روسيا تحت نظر العالم رغم إنتهاء التمرد الذي قاده رئيس مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين بناء لإتفاق توسط فيه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو. صحيح أن الهدوء عاد إلى الأنحاء الروسية مع عودة مسلحي فاغنر إلى قواعدهم في الجنوب لكن الصحيح أيضا أن أسئلة كثيرة تطرح من رحم إنتفاضة بريغوجين لعل أقساها يتعلق بما إذا كان الأمر فصلا أول من وجبة مسمومة أعدها طباخ الكرملين لفلاديمير بوتين وسيقدمها على مراحل أم ان القيصر سيعيد السم إلى طباخه؟