في اليوم الثالث والأربعين للعدوان الاسرائيلي على غزة ظل كيان الاحتلال مطلق اليدين في حربه المجنونة وبقيت الفظائع من دون أي كوابح لا دولية ولا اقليمية فأمعن جيش المجرمين في التفنن بأساليب القتل والقهر والتدمير والحصار والتجويع والتعطيش وسط صمت عالمي يصل إلى حد الاستثمار في الدم الفلسطيني.
وبدا ان عقدة العقد بالنسبة لجيش الاحتلال هو مستشفى الشفاء. وفي أحدث إبداعاته الإجرامية في هذا الصرح الطبي أجبر المئات من الأطباء والممرضين والمرضى والمصابين والنازحين على إخلائه والتوجه سيرا على الأقدام نحو شارع البحر وسط قصف لمحيط هذا المستشفى. ومن لم يستشهد من هؤلاء بهذا القصف الاسرائيلي قضى في الطريق ولاسيما بعض المصابين والجرحى في جريمة لم يحدث مثلها عبر التاريخ.
بعد نحو شهر ونصف شهر من عدوانه لم يحقق كيان العدو أي هدف استراتيجي فلا جيشه تمكن من سحق المقاومة الفلسطينية ولا نجح في العثور على الأسرى والمحتجزين الموجودين لدى فصائلها ولا لجم الصواريخ التي مازالت تنهال ليس فقط على مستوطنات الغلاف بل تبلغ تل أبيب.
وفي اليوم العشرين للعمليات البرية واصل جيش العدو توغلاته الموضعية لكنه يواجه بمقاومة شرسة تحول دون تثبيت مواقعه ويصطدم بعمليات التحام مباشر من هنا يصح قول بعض المحللين في ورطة غزة إن اسرائيل تستعرض ولا تنجز.. إلا اذا كانت تعتبر ان مجازرها وآخرها – (مجزرتا تل الزعتر والفاخورة) – هي إنجاز!!. الأزهر الشريف علق على مجزرتي مدرستي الفاخورة وتل الزعتر بالقول إن العالم والأمتين العربية والإسلامية لم يقدموا ما يبيض الوجوه عند الله بحق الفلسطينيين فيما دانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الغارات “المروعة” على مدارس للمنظمة تؤوي نازحين.
وفي المستجدات أعلن أبو عبيدة فقدان الاتصال بعدد من المجموعات المكلفة بحماية أسرى للعدو كاشفا أن مصير الأسرى والآسرين ما يزال مجهولا. واليوم نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد بحر واضعا جريمة قتله من قبل جيش العدو مع غيرها من المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة برسم كل أحرار العالم وممثليهم في البرلمانات ومجالس الشورى وتساءل الرئيس بري:هل من يردع إسرائيل لوقف آلة إبادتها وقتلها؟
على الجبهة اللبنانية تميزت المواجهة في الساعات القليلة الماضية بجملة عناصر أبرزها تجاوز الاعتداءات الاسرائيلية الحافة الحدودية على غرار ما حصل في قصف مسيرة معمل الومنيوم في عمق منطقة النبطية وتكثيف المقاومة هجماتها على أهداف معادية في المستوطنات وإسقاطها طائرة مسيرة متطورة من نوع هيرمس 450.
في الداخل اللبناني متابعة لمجريات ما يجري سواء في غزة او على الحدود الجنوبية وحركة سياسية تتمحور حول ملف الشغور المحتمل في قيادة الجيش. وفي هذا الشأن لم تبرز أية إشارات جدية حاسمة سواء بتأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون او تعيين قائد جديد. وليس بعيدا من هذا الملف تواصلت حلقات السجال بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وجديدها كلام لرئيس القوات سمير جعجع اعتبر فيه ان الشغل الشاغل لرئيس التيار جبران باسيل اليوم هو “قبع” جوزف عون من قيادة الجيش لأنه يخاف منه كما اتهم باسيل بأنه يخالف نفسه في مئة مسألة.