مع طي صفحة موازنة 2024 بإقرارها في مجلس النواب يفترض أن يعود بعض الوهج إلى الملف الرئاسي من باب الحراك المقبل للخماسية بلجنتها الأم وسفرائها في لبنان. وغداة إقرار الموازنة يتوقع أن تبدأ التحضيرات لعقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار حوافز ومساعدات مالية واجتماعية جديدة لموظفي القطاع العام والمتقاعدين والعسكريين.
جنوبا يبقى المشهد الميداني على سخونته: إعتداءات جوية ومدفعية إسرائيلية على البلدات الحدودية لا تستثني المنازل والمؤسسات التجارية وتطال حتى المقابر على غرار ما حصل في حولا اليوم. وبالتزامن مع هذه الإعتداءات كثف العدو تهديده وتهويله على لبنان عبر تسريبات عن تحضيره لعملية عسكرية كبيرة في العمق اللبناني ووصول الآلاف من جنود لواء (غولاني) من غزة إلى الحدود الشمالية. وفي السياق نفسه أعلن جيش الإحتلال أنه يرفع جاهزيته على الجبهة الشمالية كاشفا أنه أجرى تدريبات مكثفة الأسبوع الماضي على الحدود مع لبنان. وفي قلب فلسطين … قطاع غزة … صمود فلسطيني لا يهزه عدوان مقابل جنود إحتلال غارقين في وحول ميدان ملتهب. هذا الصمود الفلسطيني المقاوم عكسته (وول ستريت جورنال) بتأكيدها أن نحو ثمانين بالمئة من أنفاق حماس لا تزال سليمة كما عكسته (معاريف) العبرية بقولها إن عناصر مرتبطة بحماس تمكنت من فرض السيطرة المدنية بمناطق شمال غزة ما قد يؤدي إلى تآكل ما وصفتها بإنجازات إسرائيل.
وحيثما فشلت آلاف الأطنان من الحديد والنار وأدوات القتل الإسرائيلية المختلفة في تركيع الفلسطينيين بدأ العمل على خنقهم بوسيلة أخرى هي منع تمويل وكالة غوثهم (الأنروا). هذه الحلقة من حلقات التآمر على الشعب الفلسطيني تأتي بتشجيع من إسرائيل وبقرار من الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة في وقت يتطلب مضاعفة المساعدات للفلسطينيين ولا سيما أهالي غزة الذين يتعرضون لأشرس عدوان في تاريخهم.