باسم الناس… باسم كل إنسان…نطل عليكم كما في بداية كل عام جديد. وعلى مدى أيام عام مضى بلياليه المظلمة، نتحدث بلسان الناس ننقل وجعهم نشعر بألمهم…هذا واجبنا بلا منة، فنحن منهم وهم منا نحن مرآتهم وهم رسمنا، نحن هم وهم نحن.
في نشرة الناس، نقرش رواتب باتت بلا قدرة وليرة أصبحت في غرفة الإنعاش بفعل فيروس لا لقاح له هو السوق السوداء، ننزل معهم إلى تحت الحد الأدنى للأجور الذي تحولت قيمته ما دون تسعيرة صفيحتي بنزين.
ننتظر معهم في طوابير تهدد خزانات وقود سياراتهم عند كل منعطف قاس. ننتقل على متن معاناة سائق أجرة…(والأجر على الله) لأن التعرفة باتت بلا قيمة.
نسعى مع الساعين لحفظ حقوق المودعين…واستعادة تعويض نهاية خدمة عالق في حساب عائد لمن أفنى عمره في خدمة الدولة والمجتمع.
ننشد العدالة الضائعة في زواريب المصالح والسيناريوهات المفبركة ولا نستسلم أمام من يبيطر بأدائه المشبوه، قدسية ملف انفجار الوطن وفق استنسابية لا تلتزم بدستور وقوانين.
نحكي قصة مرضى لم يكتب لهم أن يتخطوا باب مكتب الدخول في مستشفى… ومنهم من ينتظر ولم يجد للعلاج سبيلا. نبحث عن حبة دواء…عن حليب طفل لا ذنب له سوى أنه أبصر النور في بلاد العتمة.
نضيء شمعة… لنبحث عن الكهرباء… فنلعن الظلام والظلامة.. وفواتير مولدات لا تولد سوى الأصفار، فيما تيار الدولة مقطوع… مقطوع. نعطش في بلد يعوم على الماء و(السيترن) يشهد.
نشيد سدودا من الحوافز أمام الكفاءات لمنع تسربها السري إلى الغربة. ننقب بكل الوسائل عن حفظ ثروتنا من ذهب نفطي علها تكون قرشا أبيض لمستقبل الأجيال، فتعبر من الزمن الأسود…ولكن ليس عبر بوابات الهجرة.
نحرض على إنقلاب صحي يطيح بالجنرال (كوفيد التاسع عشر) عبر ثورة لقاح لا تهدأ حتى تحقيق النصر بالمناعة المجتمعية. نردد أن التعليم واجب لا يقف عند حد الأقساط الثقيلة.. وأن حق المعلم هو ألف باء بناء المجتمعات.
وكما كل عام نقول… نحن في هذه النشرة لا نستهدف مشاهدة أكبر، بل نسعى إلى نقل عينات عشوائية عن حكايا الناس الموجوعة…هي ليست نشرة… بل صرخة في برية الوطن. مرة جديدة… نفتح منبرنا للناس على مساحة الوجع لبث شكواهم…والشكوى لغير الله مذلة.
هذه هي رسالة الإعلام …هذه هي رسالتنا. إجتمعنا من أجل الإنسان، ومن أجل لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، هكذا نكون كلنا للوطن، وإذا كنا كلنا للوطن… فمن عليه؟؟.