لا خروقات ولو متواضعة في جدار الإنسداد الحاصل سواء على مستوى استحقاق رئاسة الجمهورية او استحقاق الحكومة. في الأول يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة تلو جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية انطلاقا من دوره الوطني والدستوري لكن الجلسات تصطدم في كل مرة بأداء يغلب عليه الطابع الاستعراضي والفولكوري فيما المطلوب واحد: التوافق ثم التوافق ثم التوافق.
وعلى المستوى الحكومي يبدو ان الجولة الأخيرة لمساعي حل أزمة التأليف لم تكن منتجة وظلت الأمور رهينة الكثير من المصالح والشروط الضيقة وربما الشخصية بدل ان تكون المصلحة الوطنية العليا هي المعيار الأساس ولاسيما ان الوطن مهدد بالسقوط في هوة الفراغ.
من هنا ضرورة إطلاق حوار جدي ينتج إجماعا أو شبه إجماع على رئيس قادر على جمع اللبنانيين وإعادة تفعيل المؤسسات.
بانتظار ترسيم مثل هذا الحوار يتقدم مجددا الترسيم الحدودي مع وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت الاسبوع المقبل حيث يمهد الطريق أمام توقيع المذكرة ذات الصلة في الناقورة.
كما يتوقع ان تستقبل بيروت في الأيام المقبلة وفدا قبرصيا في مهمة مرتبطة بتصحيح بعض النقاط والإحداثيات البحرية بين لبنان وقبرص.