مسار دبلوماسي نشط لكن لا نتائج عملية بعد ما يبقي الكلمة للميدان حتى إشعار آخر.
في جانب من الميدان وحش عدواني إسرائيلي هائج لا يستريح على امتداد جغرافيا لبنانية واسعة.
فبعد ليل دام في البقاع حصيلته أكثر من مئة وعشرين شهيدا وجريحا بينهم الكثير من الأطفال والنساء إلى جانب التدمير الممنهج المروع انتقلت النيران الإسرائيلية مجددا إلى مدن وقرى الجنوب فصب العدو صواريخ طائراته بكثافة على بعضها مثل جباع التي تعرضت لأكثر من عشر غارات خلال أقل من ساعة.
نجاح العدو في سفك دماء المدنيين والأطفال وتدمير ممتلكاتهم يقابله فشل في عمليته البرية على طول الحدود الجنوبية.
آخر المحاولات كانت على محور الخيام حيث اصطدمت بمقاومة شرسة ردت جيش الإحتلال على أعقابه رغم سلسلة الغارات العنيفة وعمليات القصف المدفعي الكثيف التي تعرضت لها المدينة وبعض المناطق المجاورة لها.
وإذا كان جيش الإحتلال قد تكتم على أعداد قتلاه وجرحاه في هذه المواجهة فإن لعملياته البرية كلفة باهظة عكستها هذه المرة وزارة الحرب الإسرائيلية عندما أعلنت أن تسعمئة جريح نقلوا إلى المستشفيات منذ بدء هذه العملية.
وفي موازاة العمل الميداني المقاوم إنجاز سياسي عبر عنه توافق شورى حزب الله على انتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما للحزب خلفا للشهيد السيد حسن نصرالله
هذه الخطوة تأتي فيما يشهد المسار الدبلوماسي حراكا يقود إحدى حلقاته آموس هوكستين.
وإذا كانت زيارة الموفد الأميركي لتل أبيب لم تحصل أمس بخلاف ما كانت قد ذكرته وسائل إعلام عدة فإن الزيارة ستتم اليوم بحسب ما ذكرت قنوات تلفزيونية عبرية.
إلى ذلك نقلت وسائل اعلامية عن مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري انه تم الاتفاق خلال زيارة هوكستين على خريطة طريق لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701.
وقال المصدر ان “الموقف الرسمي اللبناني لم يتغير رغم كل التسريبات في وسائل الإعلام”.
واللافت قبيل وصول هوكستين إلى المنطقة أن الإعلام الإسرائيلي حرص على الترويج لمعلومات عن وصول مفاوضات وقف الحرب في لبنان إلى مراحل متقدمة.
لكن الأمر دحضته تصريحات لبنيامين نتنياهو أكد فيها أن لا تراجع عن القتال في لبنان قبل ضمان خروج حزب الله من الجنوب نافيا إجراء مشاورات مع واشنطن لمنع توسيع القتال ستين يوما.
وعلى جبهة غزة تحدثت المعلومات عن طرح أميركي جديد لوقف إطلاق النار لمدة ثمانية وعشرين يوما وإطلاق ثمانية أسرى محتجزين لدى حركة حماس والإفراج عن عشرات المعتقلين الفلسطينيين.
هذا الإقتراح ناقشه مدير المخابرات المركزية الأميركية خلال اجتماع عقده الأحد الماضي مع نظيريه الإسرائيلي والقطري في الدوحة. على أن قطار المفاوضات المتحرك لم يلجم آلة القتل الإسرائيلية وجديد ضحاياها أكثر من تسعين فلسطينيا في مجزرة ارتكبها العدو في بيت لاهيا بقطاع غزة.