ما سر هذا الجنوب؟
ماذا بين أرضه وأهله لكي يكونوا مستعدين أن يقدموا الأرواح مجددا حتى بعد وقف إطلاق النار في سبيل العودة اليه.
في الجنوب عدو توعد بأن يعيد سكان مستوطناته الشمالية بالنار فإذا به في الواقع يستخدم النار للحد من تدفق الجنوبيين الى بلداتهم وهم غير آبهين لفوهات الدبابات والمدافع والبنادق…لا يبالون إن وقعوا على الموت أم وقع عليهم.
في المقابل عند الطرف الآخر من الحدود لا ثقة للمستوطنين لا بحكومتهم ورئيسها ولا بجيشهم وقياداته ولذلك لا النار ولا الدمار ولا العراضات العسكرية الإسرائيلية في بلدات الحافة الأمامية طمأنتهم لكي يعودوا.
أما محاولات جيش العدو الإسرائيلي التعويض عن ذلك عبر خلق وقائع جديدة على الأرض فليست مقبولة لبنانيا وهي برسم اللجنة الخماسية وبرسم من رعى الإتفاق لاسيما أنه من المفترض أن تكون لجنة المراقبة قد اكتملت ويجب أن تبدأ القيام بعملها ووضع حد أمام المحاولات الإسرائيلية لتجويف مندرجات القرار الدولي1701.
على أي حال وخلال جولات لل NBN في مختلف مناطق الجنوب تم رصد مظاهر التحضير لعودة الحياة رغم الألم والدمار.
في الجنوب قرية تشيع شهداءها هنا وأخرى تمسح الركام عن جبينها هناك وهنالك صلاة الجمعة قائمة في ما تبقى من بيوت الله التي لم يوفرها العدوان.
وفي فعل تحد وصمود أم امام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق المصلين في مسجد المدينة وشدد في خطبة الجمعة على ان عودة الجنوبيين ما كانت لتتم لولا ثبات المقاومة وعقلانيتها وصلابة وبراعة الجهد الدبلوماسي الفذ الذي خاضه بكفاءة عالية معهودة رئيس مجلس النواب نبيه بري إضافة الى صبر واصالة وقيم الجنوبيين.
في أجندات الإستحقاقات الوطنية تتجه الأنظار الى الموعد الذي حدده رئيس مجلس النواب لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل بحضور السفراء المعتمدين لدى لبنان.
وفي هذا الشأن أكد الرئيس بري أن أولويته بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل ستكون انتخابات الرئاسة مشددا على أنها ضرورة وطنية.