بين التنفيذ والتهويل تتراوح العدوانية الإسرائيلية في لبنان.
في الميدان واصل العدو اعتداءاته الجوية والمدفعية على بلدات حدودية بعد يوم ساخن لامس فيه التصعيد تخوم مدينة صيدا وتحديدا الغازية التي تبعد نحو خمسين كيلو مترا عن الحدود الجنوبية.
وإذا كان جيش الاحتلال قد زعم ان ما قصفه طيرانه هو بنى تحتية عسكرية للمقاومة فإن الوقائع تدحض هذه المزاعم وتؤكد ان المنشآت المستهدفة هي منشآت اقتصادية وصناعية وإنتاجية الأمر الذي كشفته أيضا جولة للإعلاميين نظمتها غرفة التجارة والزراعة والصناعة في صيدا والجنوب اليوم.
على أن وصول الاعتداءات الى هذا العمق الجديد لا يعدو كونه محاولة إسرائيلية لفرض معادلات جديدة بعد رفض لبنان ومقاومته الانصياع للطلبات والشروط الإسرائيلية.
هذا التهويل الإسرائيلي يأتي إستكمالا لما سبق ان هدد به وزير الحرب الإسرائيلي يؤآف غالانت عندما قال: رأيتم ماذا فعلنا في صيدا ولدينا أهداف كثيرة وقريبا في بيروت وعلى الأراضي اللبنانية كافة.
على خط المواجهة الحاصلة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة دخل السفير الفرنسي إيرفيه ماغرو الذي قال من وزارة الخارجية اللبنانية اننا نعمل على خفض التوتر ونتحدث مع الجميع ونأمل في إحراز تقدم.
على خط الملف الرئاسي المتعثر اجتماع لسفراء الخماسية المعتمدين في لبنان عقد في قصر الصنوبر للبحث في هذا الملف بعد زيارات قام بها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى مصر والسعودية وقطر على ان يصدر بيان عن الاجتماع لاحقا.
على البر البرلماني التأمت اللجان النيابية في جلسة مشتركة هيمن عليها رد مجلس الوزراء مراسيم كان قد اقرها مجلس النواب.
في الأمن الإجتماعي أنتهت عمليات رفع انقاض المبنى المنهار في الشويفات إلى إنتشال أربع ضحايا وأربعة أشخاص أحياء.
حادثة السقوط هي الثالثة من نوعها في غضون أسبوعين.. فعلى من تقع المسؤولية: على غياب الرقابة من الأجهزة الرسمية المعنية؟ أم على فقراء يدفعون ضريبة فقرهم من دمائهم؟!.
في غزة يواصل أصحاب الأرض دفع أرواحهم وممتلكاتهم ثمن تمسكهم بتلك الأرض رغم العدوان الإسرائيلي الشرس الذي يوازيه نفاق غربي مفضوح.
وفي هذه الخانة أفشلت الولايات المتحدة بحق النقض (الفيتو) مجددا مشروع قرار جزائري في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة وصوت 13 عضوا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح القرار وكانت الولايات المتحدة ضده فيما امتنعت بريطانيا فقط عن التصويت.