لم تطرأ تبدلات على المشهد الميداني في قطاع غزة فآلة القتل الإسرائيلية تـوغل في دماء المدنيين الفلسطينيين أطفالا ونساء والمقاومة تخوض مواجهات ضارية مع القوات الغازيـة وتوجه إليها ضربات موجعة تضطر جيش الاحتلال لإعلان الكثير من حصيلتها قتلى في صفوف الضباط والجنود. وبالرغم من المستنقع الذي زج فيه جيش الاحتلال فإن العدوان سيستمر اقلـه شهريـن آخرين على ما نقلت وسائل اعلام عبرية عن مسؤولين اسرائيليين.
على أن النموذج الساطع لمأزق الجيش الغازي تـمثله منطقة خان يونس الصامدة.
هذا الاستعصاء أقر به بنيامين نتنياهو ولو بصورة غير مباشرة عندما أبلغ الرئيس الأميركي بأن معركة خان يونس ستستمر نحو شهر. كما أقر به الإعلام العبري بتأكيده ان الوقت المتبقي لهذه المعركة يقصر وان القتال بات أكثر حرجا.
وفي فترة هذا الوقت المبتقي السخاء الأميركي تجاه إسرائيل في اوجه وترجمته صلاحيات الطوارئ للسماح بمدها بآلاف القذائف لتلقيم دبابات الميركافا بها. وفيما كشف عن اتصال هاتفي لخمسين دقيقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونتنياهو الذي اضطر لمغادرة اجتماع حكومة الحرب لهذه الغاية واصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إطلاق مواقف عالية السقف وجديدها قوله إن سلطة مجلس الأمن وصدقيته تقوضتا بسبب عدم قدرته على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار الإنساني في غزة في إشارة إلى سقوط القرار بضربة الفيتو الأميركي مساء الجمعة الماضية.
وغدا الاثنين موعد لإضراب عالمي دعا اليه ناشطون ومؤثرون في دول عدة للمطالبة بوقف النار والتنديد بالمجازر الاسرائيلية في قطاع غزة.
على الجبهة اللبنانية برزت اليوم استباحة واسعة للأجواء نفذتها طائرات حربية إسرائيلية من خلال تحليقها في سماء لبنان من الجنوب إلى الشمال مرورا بالعاصمة والجبل والبقاع.
اما على الحدود فقد قصفت قوات الاحتلال بعنف عددا من البلدات فيما شنت المقاومة سلسلة هجمات من بينها هجوم جوي بطائرات مسيرة انقضاضية على مقر قيادة مستحدث لجيش الاحتلال في القطاع الغربي.