على حَراكاتٍ متعددة السياقات يُـقْـفَل هذا الأسبوع من السياسة والإقتصاد إلى القضاء ناهيك عن الشأن العسكري والأمني المشرّعة أبوابه الجنوبية أمام العدوانية الإسرائيلية.
في السياسة رصدٌ لنتائج المشاورات الجارية على مسار الإستحقاق الرئاسي والتي تسجِّل اجتماعاً لسفراء دول الخماسية في بيروت السبت المقبل علماً بأن المتابعين لا يتوقعون نتائج عملية سريعة لهذا الحراك الذي يُعدُّ مع ذلك مؤشراً إيجابياً.
وعلى القدْر نفسه من الإيجابية كرر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الحوار الذي يدعو إليه هو وحدَه المؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية وأوضح الجديد الذي أدخله إلى مناداته بالحوار في الكلمة التي ألقاها بذكرى تغييب الإمام الصدر قائلاً إن التعديل يقضي بأن نجتمع للحوار خمسة أيام بدلاً من سبعة ثم أدعو لجلسة واحدة بدورات متتالية إلى أن يُنتخب رئيس للجمهورية ولا نخرج إلاّ بعد انتخابه بعدما قلت قبلاً جلساتٍ عدة بدورات متتالية لكنهم لا يريدون أن يقرأوا قال الرئيس بري قبل أن يضيف أن معظم الكتل باتت موافقة على الحوار والمشاركة فيه ما خلا فريقاً يرفضه.
والحوار تبنّاه مجدداً رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عندما قال إن الرئاسة هذه المرة بحاجة إلى توافق والتوافق بحاجة إلى حوار وتشاور.
تشاورٌ من نوع آخر ينطلق قطاره الحكومي الأسبوع المقبل مع مباشرة مجلس الوزراء مناقشة مشروع قانون موازنة 2025 في جلسة يعقدها يوم الثلاثاء.
أما يومَ الإثنين فتتجه الأنظار إلى الجلسة الأولى لاستجواب الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة من قبل قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي. ويفترض أن يقرر حلاوي عقْدَ جلسات إضافية للتحقيق مع سلامة أو إصدارَ مذكرة توقيف وجاهية بحقه أو تركَه رهن التحقيق بسند إقامة أو بكفالة مالية مرتفعة. أما طلب القاضية غادة عون التحقيق مع الحاكم السابق الأربعاء المقبل فيرجَّح أن يرفضه المدعي العام التمييزي جمال الحجار لكون يدها كُفت عن ملفه.
جنوباً شهدت الساعات القليلة الماضية تصعيداً إسرائيلياً تجاوزت فيه الغارات المعادية الكثيفة الحدود الأمامية لتصل إلى محاذاة مجرى نهر الليطاني في الأودية الواقعة بين بلدتي فرون وصريفا. وقد ردت المقاومة على هذا العدوان بقصف قاعدة جبل نيريا بصليات من صواريخ الكاتيوشا وهذه القاعدة هي مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني.
في غضون ذلك تواصلت حلقات التهويل الإسرائيلي على لبنان وفي جديدها قولُ رئيس الأركان هرتسي هليفي خلال جولة في الجولان والشمال الفلسطيني: نركز على قتال حزب الله ونستعد لتحركات هجومية.
ومن شمال فلسطين المحتلة إلى جنوبها حيث ما تزال آلة الحرب الإسرائيلية تصبُّ حممها النارية على قطاع غزة وآخرها استهداف مدرسة تؤوي نازحين ومبنى سكني في جباليا والنصيرات ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وعلى نيران هذه الحمم تبدو محادثات التهدئة على وشك الإنهيار بحسب ما تنقل وسائل إعلام عبرية عن مصادر مقربة من المفاوضات. لكن الجانب الأميركي يحرص على بث المزيد من التفاؤل الإعلامي في سياق حملة تهدف إلى الحفاظ على المفاوضات ولو شكلياً بما يخدم الحملة الإنتخابية للديمقراطيين في الولايات المتحدة.