على درجة الإجرام نفسه تتوالى أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعداد المجازر والشهداء والمصابين بات عصيا على الإحاطة بحصيلة ما تقترفه آلة الإبادة. حتى فرنسا التي هرع رئيسها إلى إسرائيل متضامنـا بعد عملية طوفان الأقصى بساعات لم يحيدها العدوان. فبالتزامن مع المحادثات التي أجرتها وزيرة الخارجية الفرنسية مع نظيرها الإسرائيلي في القدس المحتلة اليوم اعلن عن مقتل دبلوماسي فرنسي في غارة على رفح جنوب قطاع غزة.
ورغم تنامي الأصوات الداعية لوقف الحرب وآخرها من مئة وثلاثين موظفا في وزارة الأمن الداخلي الأميركية تصر سلطات الاحتلال على الإمعان في العدوان. ونقل عن الجيش الإسرائيلي توقعه ان تستمر الحرب أشهرا إضافية. هذا العناد يأتي رغم الضربات القوية التي توجهها المقاومة الفلسطينية للقوات الغازية التي تتلقى يوميا خسائر بشرية فادحة وآخر ما أفرجت عنه الرقابة العسكرية اعلان مقتل وجرح سبعة ضباط وجنود جدد.
وعلى إيقاع المعارك في غزة استؤنفت المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى من دون اعلان تحقيق اي تقدم على هذا المسار حتى الآن. وفيما أكدت حركة حماس عدم فتح اية مفاوضات للتبادل ما لم يتوقف العدوان قال بنيامين نتنياهو ان التعليمات التي اعطيت لفريق التفاوض مبنية على مواصلة الضغط العسكري فهل سيصمد نتنياهو أمام ضغط عائلات المحتجزين في غزة والذين يقومون باحتجاجات وتظاهرات متواصلة؟
واذا كان العدوان يتركز على قطاع غزة فإن الضفة الغربية ليست بمنأى عنه فقد سقط ستة شهداء فلسطينيين جدد خلال اقتحامات جديدة نفذها جيش الاحتلال في طولكرم وجنين. وارتباطا بالعدوان الإسرائيلي كانت هجمات جديدة نفذتها المقاومة العراقية بالطائرات المسيرة على قاعدتين أميركتين في سوريا.
وفي شأن متصل كانت هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر تتسبب بتعليق شركات نقل عملاقة مرور سفنها عبر هذا الممر التجاري الرئيسي مع ما يترتب على هذه الخطوة من خسائر اقتصادية على الكيان الاسرائيلي على وجه التحديد.
على الجبهة اللبنانية تكرر مشهد القصف الإسرائيلي الذي شهد عنصرا جديدا تمثل بشن غارة على منزل في حومين التحتا التي تبعد كثيرا عن الحدود.
في المقابل نفذت المقاومة خمس عمليات ضد مواقع وتجمعات للعدو خلال ساعات ما قبل الظهر.
ويفترض ان يشغل الوضع على الحدود اللبنانية – الفلسطينية حيزا من المحادثات المؤجلة التي تجريها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا غدا في بيروت. الوزيرة الفرنسية اجتمعت اليوم في القدس المحتلة مع نظيرها الإسرائيلي ايلي كوهين الذي طالبها بلعب دور في منع اندلاع حرب في لبنان داعيا إلى إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني وقال مهددا: هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالدبلوماسية أو بالقوة.
وتتزامن زيارة الوزيرة الفرنسية للبنان مع تجاوزه قطوع الشغور في قيادة الجيش وهو الأمر الذي كان محور عظة البطريرك الماروني الذي أشاد بقرار مجلس النواب في هذا الشأن وبالكلمة التي افتتح بها الرئيس نبيه بري عملية التصويت على القانون الرامي الى التمديد لرتبة عماد ولواء مشددا على أنها عبرت عن مشاعر الشعب اللبناني.
ومشاعر الشعب اللبناني وقيادته السياسية كانت اليوم مع الكويت التي ودعت أميرها الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسط حداد تجاوز هذا البلد ليشمل دولا شقيقة كلبنان ومصر والسعودية وقطر والإمارات والبحرين.
والى الكويت توجه وفد الجمهورية اللبنانية المؤلف من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي لتقديم واجب العزاء بإسم لبنان وشعبه.