كيف ينعم بلدٌ بالإستقرار والإزدهار، وقرارُ الدولة مصادر، والحربُ تُفرض عليها وعلى المواطنين؟ إنه السؤالُ الجوهري الذي طرحه المطران الياس عودة في عظته اليوم، وهو يظهّر هشاشة الدولة من جهة، وتَحَكُمُ قوى الأمر الواقع بالقرار من جهة ثانية.
توازياً، كان البطريرك الراعي يؤكد أن البطولة الحقيقية في تجنّب الحرب لا في صنعها. فهل ما يقوله البطريرك الراعي والمطران عودة سيُسمع، أم أنَّ صوت الحساباتِ المحليّةِ والإقليمية سيبقى أقوى من صوت المنطق والعقل؟
في الأثناء الغاراتُ الجويّةُ الإسرائيلية إستمرت في الجنوب، مستهدفةً عدداً من القرى والبلداتِ الحدوديّة. واللافت أنَّ أزمة النزوح من القرى والبلداتِ الجنوبية تزداد بحيث باتت قرىً بأكملها شبهَ خاليةٍ من السكان.
سياسياً، الملف الرئاسي مجمّدٌ حتى إشعار آخر، فيما أسبوع سعد الحريري إنتهى في لبنان. فرئيس الحكومة الأسبق غادر عصراً بيروت، ولم يمدّد زيارتَه إلى لبنان بعكس ما ذكرت بعضُ وسائل الإعلام اللبنانيّة والعربيّة.
إقليمياً، المعارك الطاحنة في غزة مستمرة، سواء في خان يونس أو في رفح. والهدنة المحتملة تتهاوى وتتضاءل إمكانات تَحَقُقها، في ظل إصرار رئيسِ الحكومةِ الإسرائيلية على اجتياح رفح. التصعيد العسكري الإسرائيليّ ترافق مع تصعيد سياسي، إذ رفض مجلسُ الوزراء الإسرائيلي اليوم تقديمَ اعترافٍ اُحادي الجانب بدولة فلسطينية.