IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 16/11/2019

“نحنا كنا طالعين” لكن عيون “عليا “الأمنية تخوفت من هدير البوسطة، فتعترث رحلتها عند الأولي بوابة مدينة صيدا. ولو تركت “بوسطة الثورة” في حال سبيلها من دون تدخل أمني وحسابات سياسية، لانتهى الأمر في أرضه، ولاقت الرحلة كل ترحيب من أهل جنوب يعززون ضيوفهم، لكن الرحلة استغرقت أكثر من خمس ساعات لتعبر بين الرميلة وصيدا، وتدخل متأخرة ساحة إيليا، وذلك بسبب إشعار وصل إلى القوى الأمنية والعسكرية بضرورة أخذ الحيطة والتحاف الحذر.

ومع توقف البوسطة عند مداخل صيدا، اضطر النائب أسامة سعد إلى ملاقاة الوافدين على متن الرحلة الآتية من عكار مرورا ببيروت فصيدا، معلنا أنه ليس من النوع الذي يسمح بضغوط سياسية، وأنه أول من رحب بالبوسطة. وقال إن ساحة إيليا ميدان مفتوح لكل الناس وقرارها قرار ديمقراطي. وتمنى على القوى الأمنية والعسكرية تسهيل الدخول، وعن ربط الأمر بتولي رئيس “التنظيم الشعبي الناصري” رئاسة الحكومة، قال سعد: “لا واردة عندي ولا واردة عندن، ما بيقبلوني لأني واحد منكن وفيكن، فنحن أصحاب مشروع سياسي يطالب بمحاسبة كل من تداول السلطة ونهب البلد.

وعلى متن البوسطة السياسية، فإن اسم محمد الصفدي لم يسقط من لائحة القيادة. وفي معلومات “الجديد” أن لقاء جمع اليوم الصفدي برئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري في “بيت الوسط”، توجه بعده الصفدي للقاء رئيس “التيار” جبران باسيل. وتعزز هذه “المخطرة” السياسية فرضية أن الرجل ما زال مقتنعا بأن حظوظه لم تسقط أيا يكن من سماه وزكاه، لا بل إن المرشح صامد، وقد بدأ باستطلاع شكل الحكومة المقبلة حتى قبل أن يصدر مرسوم الدعوة إلى استشارات التكليف.

لكن تظاهرات الأحد ستقول رأيها في الترشيح، وفي الأسماء التي لم تراع الميثاقية الثورية ودستور الناس ومطالبهم الطامحة إلى بلد غير منهوب، بأسماء نظيفة ووعد بالمحاسبة.

كل هذا، ورئيس الجمهورية تختصر صلاحياته في انتظار الآخرين، بمشاروات الحريري- جبران، وباسيل- الصفدي- حريري، على محاور متفرقة، نظرا إلى إقفال أبواب “بيت الوسط” أمام وزير الخارجية عقابا على تسريبات خاطئة.

وتتطاير الحكومة في الوقت الضائع بين تكنوقراط مموهة وتكنوقراط سياسية. وبين هذه الصورة يقف الثنائي الشيعي مستصعبا قبول شخصية مرفوضة، وعاجزا عن رفضها، لأن الأنظار سوف تتجه إلى “حزب الله” لاتهامه بالتعطيل وبالتدخل على خط مذهبي.

ووسط هذه الأجواء، فإن فخامة الرئيس جبران باسيل يقرر عن الجميع، ويختصر بشخصه مجلس العموم النيابي والحكومة، ويقفز على الدستور وخيارات شعب صار شريكا.