ظل اللبنانيون يسمعون ب”شفير الهاوية” عن بعد إلى أن أقدم النائب حسن فضل الله اليوم على إظهارها للرأي العام بالهدر المشهود عبر وصل الشفير بالهاوية المطلة مباشرة على بحر الموازنة العامة.
هي موازنة بعجز خمسة مليارات دولار تقود إجمالي الدين العام الى طريق مئة مليار في غضون سنوات قليلة فكيف وصلنا الى هذا الرقم؟ بقراءة متأنية للنائب فضل الله تحت جلسة قوننة هذا الهدر يتبين أن الفريق الأول من الحكم قبل ثلاثين عاما ورط لبنان بمجموعة ديون تسددها الأجيال .. وجاء الفريق الثاني من العائلة نفسها ليراكم على البلد حزمة ديون أخرى تحت مسميات سيدر واحد أو باريس أربعة. هو بلد مفلس ومتفلسف.. مسؤولوه يطلبون المليارات من الخارج ويمنعون المحاسبة عن مزاريب الهدر في الداخل.. يطوقون القضاء ويحرسون الفاسدين ويحمون الوزراء بغطاء يقيهم شمس السؤال إذا ارتكبوا الخطأ.. مجلس النواب عاجز..
الحكومة هي خصم وحكم والجسم القضائي مرهون في قسم منه لأوليائه السياسيين. وعلى هذا التشريح نتوقع أن يجري التشريع وإقرار موازنة تشبه الوطن المثقوب.. ومعها يصبح النائب حسن فضل الله كمن يعلن أن “السفينة تغرق” وأن أثقالها فاقت قدرتها وقدرة اللبنانين على التحمل.. ومن الحمولات الزائدة: نفقات مجلس الإنماء والإعمار.. الجمعيات الناهبة وبعضها تحت شعار “ست الحبايب يا حبيبة” إيجارات المباني الحكومية بسبعمئة وخمسين مليار ليرة من دون تفصيل.. سفر الوزراء خمسة نجوم.. موظفو ال undp داخل الإدارات العامة على حساب الشباب الجامعي..
مؤسسات بموظفين رفيعي الراتب يبتلي اللبنانيون بهم وهم لا ينجزون أي عمل كالهيئة العليا للخصخصة.. التلزيمات وما لا يقل عن ألفي مليار خارج إدارة المناقصات. وبمضبطة فضل الله فإن المليارات تتطاير هدرا في الموازنة فيما يبحث أحد المسشتفيات عن توفير خمسمئة مليون ليرة لبنانية فقط لا غير لاستحداث غرف عناية لأطفال ماتوا لتحيا نساء وزوجات مسؤولين بجمعياتهن وحفلاتهن القاهرة للاعياد. وإذا كان فضل الله صوتا صارخا في برية المجلس فإن النواب المغادرين منهم والمقيمين ساروا على نهج ترداد الصدى.. وأسس قبل ذلك رئيس لجنة الموازنة إبراهيم كنعان إلى مشروع يقترح التخفيضات فيما تحدث النائب أنور الخليل بلغة وزير مال سابق وحذر من أننا البلد الثالث لناحية المديونية بعد اليابان واليونان وأعطى الخليل الوصف الأدق للحالة إذ قال إننا أمام موازنة رقمية أعدت غب الطلب لارضاء سيدر واحد وتحت ضغط العملية الانتخابية.. وابدى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الغبطة لكونه لم يعد وحده الشعبوي المشاغب وان بعض النواب بدأ يتجرأ على البوح بازمة البواخر وهدر الكهرباء. لكن العبرة في التصديق.. فالنقاس سيعقبه تصويت..
وستأتي مطرقة لتطرق رؤوس الجميع فيرفعون الايدي.. صدق. وعندها يتم تحميل المواقف الانفة الذكر على اقرب مطمر للكلمات.