نالت القوات اللبنانية حاصل التصفية في الانتخابات السورية أرادها سمير جعجع انتخابات مبكرة في لبنان، وإذ به يلتقط لحظتها من صندوقة انتخابات سورية ليسجل انتصارات وهمية، وبمفعول رجعي عن مشاهد صارت من ذاكرة الحرب الأهلية استعادت القوات زمن المدفون والحدود الفاصلة بينها وبين ” الكلب ونهره “.
استبق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الانتخابات الرئاسية السورية بوصفها مهزلة وطالب بالحصول على لوائح كاملة بأسماء من سيقترعون للرئيس السوري بشار الأسد والطلب إليهم مغادرة لبنان فورا وهذه كانت كلمة السر فنزل القواتيون إلى الشارع متنكرين باللباس المدني وعن سابق تصور وترهيب تسلحوا بالعصي والحجارة وما ملكوا من أدوات القمع وأقاموا حواجز طيارة عند نهر الكلب وأوتوستراد ضبيه وصولا إلى ساحة ساسين في الأشرفية ومارسوا أبشع أنواع تشبيح الفرق الضاربة على مدنيين سوريين حملوا علم بلادهم على الحافلات للمشاركة بالاستحقاق الانتخابي فكانت النتيجة توتيرا للشارع واعتداءات لا مبرر لها وعنصرية أدت مفاعيلها إلى سقوط ضحية من الخوف بأزمة قلبية.
وبالتكافل والتضامن القواتي الكتائبي فإن ما جرى شكل وصمة عار على جبين من يدعي الثورة والدفاع عن حرية التعبير ضد مدنيين لا حول لهم إلا أنهم سوريون وهو مشهد لم يتكرر في أي بلد سوى لبنان ضد نازحين فتحوا بيوتهم ذات عدوان تموز للبنانيين واحتضنوهم في ديارهم.
وبصورة معكوسة فإن اللبنانيين وفي أثناء الانتخابات النيابية الأخيرة مارسوا حقوقهم في مختلف دول العالم رفعوا الأعلام اللبنانية والأعلام الحزبية وأقاموا الحملات والمهرجانات الانتخابية ولم يتعرضوا للإهانة أو القمع والضرب أم أنه يحق لجعجع ما لا يحق لغيره وقد كان الأولى بالحكيم أن يحتكم إلى حلفائه الخارجيين ويفعل علاقاته بمرجعياته أبعد من معراب ليساعدوا في إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم وأن يطالب بعودة العلاقات الندية اللبنانية السورية لحل هذا الملف هو النموذج اللبناني الأسوأ ، الذي لا يريد فتح نوافذ رسمية مع سوريا لتنسيق عودة النازحين، وهو الذي يقنعك بخطر العودة في ظل نظام الأسد القمعي .
لكنه في بيروت يكون أسدا ونمرا مفترسا مستعدا للانقضاض على مدنيين سوريين ذهبوا ليمارسوا حقهم في الاقتراع وضمن حدودهم السيادية .. أي سفارة بلادهم والقياديون والزعماء اللبنانيون من جعجع الى الدولة اللبنانية العميقة في إهمال للقضايا العالقة .. تنأى بنفسها عن قضية بحجم شعب واحد في بلدين انتهت العراضة القواتية في الشارع لتبدأ غدا المسرحية في قصر الأونسكو بتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون لكن البوسطجي ضيع العنوان كما التأليف وبدلا من مراسلة بيت الوسط بعث بالرسالة إلى عين التينة ومنها إلى مجلس النواب شكا عون الحريري والشكوى الى غير الله مذلة ومن الرسالة أراد أن يرفع مسؤولية التعطيل عنه وهي وإن كانت دستورية فقد حفلت بالمغالطات المخالفة للدستور أوساط سياسية ربطت رسالة عون إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي سبقت رسالته إلى المجلس النيابي على أنها حركة يراد منها إرسال إشارات الى المجتمع الدولي وتحديدا الى أوروبا بأن رئيس الجمهورية يحرك المياه السياسية الراكدة ويكسر الجمود الحكومي ويحاول نزع صفة العرقلة عنه وعن فريقه السياسي خصوصا بعد التهديدات الجادة بالعقوبات الأوروبية على باسيل ودائرة قصر بعبدا الضيقة مسرحية الأونيسكو سيضبط إيقاعها موسيقار المطرقة كي لا تتحول الجلسة إلى حرب صلاحيات ومكتوب عون سيقرأ من عنوانه .
ستتلى الرسالة وستترك لبعبدا أن ” تشرب ميتها” أما الحروب ذات النتائج المثمرة .. فتلك التي تشهدها فلسطين بمطرقة صواريخها الباعثة على فرض وقف اطلاق النار من قبل العدو وعلى إيقاع الحرب العبثية التي يشنها الاحتلال على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة التأم مجلس الأمن بجلسة مفتوحة لا يعول عليها طالما أن الجلسات السابقة ساوت بين الجلاد والضحية وما كانت الولايات المتحدة لترضى بجلسة مفتوحة إلا لتبحث في مخرج للمأزق الذي وضع بنيامين نتنياهو كيان الاحتلال فيه وتحديدا بعد الصمود الهائل للمقاومة الفلسطينية واشتداد عديدها وعتادها وانفضاح بنك الأهداف التي طاولت مراكز الأونروا ومكاتب الصحافيين والأهداف المتحركة من نساء وأطفال بحثا عن ملاجيء آمنة واجلا ام عاجلا .. ستعلن اسرائيل التزامها بوقف اطلاق النار لان استمرار الصواريخ سيأتي بأجلها.