نهار ابتلعته الخراطيم… وارتفع فيه اللبنانيون على قمة الإذلال انتظارا لمادة حارقة للأعصاب الناس خزانات…
بحثوا عن الوقود الى أن صاروا وقودا قابلا للاشتعال… ولن يطفئهم غدا وزيران مسيحيان مختلف على مصادر تعيينهما وقد عاش المواطنون اللبنانيون اليوم على الهاوية وتحت شفيرها…
لكن ماذا كانت معالجات الدولة؟
أجرى رئيس الجمهورية اتصالات بالوزراء المعنيين وطلب اتخاذ إجراءات سريعة وصارمة للتخفيف من حدة الازمة التي وصفها بالمفتعلة وأوعز إليهم مساعدة الأجهزة الإدارية المعنية في منع تخزين المحروقات ووضعها في تصرف المواطنين، والتشدد في تطبيق القوانين مع المخالفين الى حين تراجع الازمة في الثماني والاربعين ساعة المقبلة…
والمعالجات على الضفة الحكومية كانت في اجتماع وزاري مصرفي قضائي رأسه حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال لوضع حد لفلتان الدولار لدى منصات سوداء تحمل أهدافا مشتبها فيها وتدفع البلد نحو الانفجار كما قال. وسأل دياب: ما السر في أنه كلما لاحت فرصة استفادة من موسم سياحي تحدث فوضى في الشارع؟
وهكذا فإن رئيسا للجمهورية يطلب التشدد في الرقابة على تخزين البنزين من دون أن يرشدنا الى خريطة طريق للأمر المستعصي، ورئيسا للحكومة يسأل عن منصة مجهولة لا يعرف من يديرها… وهما موقفان رسميان يصلحان لتغريدة على تويتر في افضل الاحتمالات فلم يعد الشارع يسمع إلى المرابين في السياسة ولم تعد تأخذ حدة التصريحات مهما بلغت فعاليتها لاسيما أن المسؤولين باتوا يتحدثون كناشطين اجتماعيين… يتساءلون ويهمهمون ويطرحون علامات الاستفهام ولكأن أحدا غيرهم يحكمنا.
والمراباة تنسحب أيضا على التأليف الذي ضاع على المحطة وينسى ولكأنه “تنكة بنزين”.
وأما في المحروقات الحكومية فإن جديدها تعبئة طروح غير قابلة للصرف، وبينها حكومة الأربع ستات وأكدت معلومات الجديد أن المطروح الوحيد الآن هو أن يضع الرئيسان عون والحريري لوائح بأسماء مسيحية في عهدة الرئيس نبيه بري، حتى إيجاد اسمين مشتركين غير أن كل الطروح ما زالت تصطدم برفض جبران باسيل منح الثقة وسوف يستمر في ذلك إلى أن ينجح في إحباط وساطة الأمين العام لحزب الله التي طلبها بنفسه.
ومتى سقطت المبادرات يكون رئيس التيار قد حقق حاصلا يودعه في صندوقه الانتخابي.
لكن كل الأحزاب والتيارات ستجد صناديق غدا من دون شعب ناخب… وعندئذ لن تنفع حكومات وحصص ويصبح الكلام للشارع وغضب الناس في الطرق جرى نقله اليوم الى اجتماع روما المخصص للبحث في خطر داعش على العالم والدول الأوروبية على وجه التحديد وقد دخلت وزيرة الدفاع والخارجية اللبنانية زينة عكر قلب الإرهاب من بوابة الأزمة الاقتصادية. وقالت إن المعركة هي في وجه أزمة معقدة ومتفاقمة غير مسبوقة تطاول حياة الشعب اللبناني في المجالات كافة.
واعتبرت أن التعقيدات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بلبنان تهدد بخلق أرض خصبة للأفكار المتطرفة في أذهان سكان يجري تهميشهم على نحو متزايد وهم يستضيفون لاجئين ونازحين وفي كلام عكر اكثر من اشارة ضمنية الى الغرب بأن ساعدونا… حتى لا يطوف الارهاب الى دياركم.