IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الأحد في 18/07/2021

وضعت انتخابات نقابة المهندسين انتفاضة تشرين على هندسات ثورية تقلق أحزاب السلطة، وتعبد الطرق نحو أفول نجم هذه الأحزاب، أو على الأقل وصولها منهكة إلى المقاعد الانتخابية. و”النقابة تنتفض” التي خاضت معركتها بالمهندس عارف ياسين دخلت الاقتراع بـ”طاسة” موحدة في مقابل انقسام سلطوي ضاعت فيه الطاسة بين مرشح حزبي وآخر ينتحل صفة الاستقلالية، لكنه لا يمانع بأصوات الأحزاب.

ثلاثة وثلاثون مرشحا لمنصب النقيب أكد معظمهم انتماءه إلى الانتخابات المهنية، لكن أحزاب السلطة كانت تتنقل في الخفاء والعلن وراء المرشحين.. فتتلوى الألوان الحزبية وتتخذ تموضعها.. ويتحالف الخصوم في السياسة لصالح هزيمة المهندسين المنتفضين وكل من تحارب سياسيا.. كان يجري عملية ربط نزاع مرحلية لتمرير المصلحة “الوطنجية” العليا.

وفي النتائج التي بدأت بالظهور، أن مرشح “النقابة تنتفض” عارف ياسين قد حاز أصواتا بفارق ثلاثة أضعاف، بعد فرز أكثر من نصف الأصوات. وهدنة نقابة المهندسين تنتهي سياسيا مع إقفال صناديق الاقتراع لتفتتح صناديق الاستشارات النيابية، وراء الكواليس قبل إطلاقها رسميا بعد عيد الأضحى، إذا أفرج عنها رئيس الجمهورية ولم يحتجز مواعيدها كما الاستشارات السابقة.

وقد بدأت معامل التحليل الجنائي تفرز أسماء مرشحة للمنصب، لكن إشارة من البطريرك الراعي اليوم كانت كفيلة بترك تساؤلات في “بيت الوسط”، حيث لا يزال الرئيس سعد الحريري خيارا وطرحا على الرغم من الاعتذار. ومع ذلك فقط، طالب الراعي القوى السياسية كافة بأن “تسمي في الاستشارات النيابية شخصية سنية لرئاسة الوزراء تكون على مستوى التحديات الراهنة، وتتعاون للإسراع في تأليف الحكومة”.

هذا التعاون متروك إلى قصر بعبدا ومدى استعداده لاستدراك خطورة المرحلة وإزالة الحواجز التي كان وضعها في وجه المكلف السابق سعد الحريري، وبدأت هذه الشروط ترتفع من صوب الرئيس نجيب ميقاتي الذي لا يمانع، لكنه لن يدخل حقول تفكيك الألغام وإذا كان الميقاتي يريدها على هندساته، فإن اسماآخر من المحفل الطرابلسي بدأ يدخل بقوة، المرشح الطبيعي وهو فيصل عمر كرامي الذي سبق وتلقى اتصالا من الرئيس المعتذر سعد الحريري.

ويجمع كرامي تقاطعا محليا ولم يسبق أن واجه انغلاقا خليجيا، علما أن آخر لقاء بينه وبين السفير السعودي في لبنان وليد البخاري اتسم بالإيجابية والانفتاح. ومن الآن حتى موعد فتح صناديق الاستشارات، فإن الأسماء سوف تنهال في الملعب الحكومي، غير أن اللاعب الاساسي فيها سيكون الرئيس نبيه بري الواقع على خطي وفاق ومصالح في آن، بين الميقاتي وكرامي.. وهو كان قد أهداه في السابق حقيبة الشباب والرياضة من الحصة الشيعية. فهل سيلعب بري “الطرنيب” السياسي، أم إنه سيحتفظ “باوراق مخفية” إلى حين الكشف عن كل مصير اللعبة؟

لا أجوبة واضحة بعد .. على أن الواضح فقط كان التغيير القادم من صوب انتخابات نقابية وجامعية سبق وهزمت الأحزاب وطردتها من معقل وجودها المزمن .. وإحدى هذه النتائج بدأت بالظهور هذا المساء في نقابة المنهدسين، ومن هناك نبدأ.