IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 11/08/2021

وفي اللقاء السابع وضعت مسودة التوزيع الطائفي لحكومة نجيب ميقاتي ، ووعد الرئيس المكلف باستكمال البحث مع رئيس الجمهورية غدا والمسودة تقرأ من عنوانها..
فهي اسم على مسمى وتعكس شكل التأليف ومراحله وأيامه السود ، على أن ميقاتي لم يقطع حبل الود سريعا وهو اليوم مرشح لنيل ميدالية أولمبية في ملاكمة الشياطين الساكنة أرواحها في بعبدا…

قد ينتصر عليها بالنقاط السياسية لكن من دون أن يخرج بحكومة ، وفي آخر لقاءاته تعمد ميقاتي عدم التصريح مكتفيا برشقات الى الإعلام، توحي وكأن العمل قد بدأ الان وتؤكد اوساطه أن التدقيق الوزاري حصل فقط في هذه الجلسة، ما يعني أن الجلسات الست كأنها لم تكن…

وهي جاءت عربون تأليف وعلى الرغم من نفي الفجر مضمون أحاديث صحافية للرئيس المكلف ، إلا أن المصادر أكدت حصول لقاء بالأمس بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ، وإذ أشارت إلى أن بري ليس واقعا في غرام المرشح للمالية يوسف خليل.. لكنه في المقابل سيكون رأيه التوقيع الثالث على تسمية الوزراء المسيحيين..
وعندئذ نترحم على ما سبق ومع التأكيد على الاسبوع الحاسم للتأليف ، فإن الرئيس المكلف لم يضع زمنا للاعتذار…

إذ تنفي المصادر تبليغه الرئيس عون مهلة العشرين من آب وفي التقديرات السياسية أنه لا اللقاء السابع…

ولا السبع أرواح سترفع التأليف من تحت أنقاض بعبدا وليس كل ما يلمع ذهبا..
حيث تحيا الشياطين وتتغدى يوميا في التفاصيل.. لا بل وشيدت لها القصر الموازي في بعبدا وعلى ركام بلد وإدارة التحكم المروري بتعطيل حكومته…

يجتمع المجلس الأعلى للدفاع وبدعته الدائمة أنه “يبقي على مداولاته ومقرارته سرية”.. وهي سرية في الوطن المكشوف المفتوح على مئة مصيبة وخبر ، ومن أهم أسرار الدولة أن المجلس الأعلى يبحث في الخفاء مصير المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ، فبعدما رماها الرئيس حسان دياب إلى الأعلى.. كانت بعبدا ضنينة على مستقبل لواء أمن الدولة ، وتنقب عن مخارج لحصانته أما دياب نفسه فقد وجد أن مناعته منه وفيه وقد وفرتها كورونا…

شفاه الله وعافاه قبل موعد مثوله في السادس والعشرين من هذا الشهر كله يسابق بعضه بعضا على مباريات في الكذب العام.. فرئيس الجمهورية يختال جاهرا أنه تحت القانون ومستعد لتقديم إفادته.. لكن عندما يتعلق الأمر بلواء تحت إمرته يهب لتأمين حماية ملتحفا حصانة الأعلى للدفاع.

أما التصفيات النهائية لمباريات الكاذبيين فقد اشتركت فيها كل الدولة بموالاتها ومعارضتها ، ويا ليلة لن تغفو فيها عيون النواب وهم يفكرون كيف سيتسللون إلى قصر الأونيسكو غدا لحضور جلسة الحصانة، ومن أي ممرات سوف يعبرون على الأرجح فإن تصريحا واحدا لوليام نون.. أقعد الجلسة في أرضها ودفع النواب الى ضرب الأخماس في الأسداس..
هدد ذوو شهداء المرفأ النواب بالمحاصرة والطواف من حولهم وملاحقتهم .. فبدأت الكتل إجراء حساباتها…

القوات وجدت أن الشارع يحقق شعبية.. التيار زايد عليها ولقنها درسا في الدستور.. فيما نهج البلاغة في القانون ومواده تبرع به الرئيس نبيه بري مختتما قوله هذا ب ” أنهم لا يدرون ماذا يفعلون” ولم ينته النهار حتى كان الرئيس سعد الحريري يدلي بدلوه الدستوري فيعيد التذكير بمبادرته رفع الحصانة عن الجميع واضعا الكتل أمام مسؤلياتها، وفي هذه النقطة فإن الحريري أصاب الهدف وإن كانت مبادرته تتطلب جلسة تشريعية عامة لن تتوافر إلا في تشرين.

فلو كانت الكتل النيابية جادة في رفع الحصانات لحضرت وشكلت قوة صغط موازية داخل المجلس، أو على الاقل لأحدثت ميزان قوى مضادا لجلسة الغد وإحالة الحصانة الى المجلس الاعلى، لكن الكتل والتيارات أرادت المزايدة على الدستور والقانون والجلسة والأصوات والشارع وصولا الى المزايدة على اهل الشهداء أنفسهم.