IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 21/9/2017

 

 

أعاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الإرهاب إلى جذوره، إلى حيث نيويورك قبل ستة عشر عاما، حين ضرب الإرهاب تلك المدينة موقعا ألوف الضحايا، فكانت انطلاقة الحرب الدولية التي ما لبثت أن تفرعت وتوزعت وضاعت أهدافها وأشعلت النيران في عدد من الدول. ومن بوابة التضامن مع عائلات مدينة البرجين، قال عون مواربة للأميركيين: إن حروبكم على الإرهاب هدمت الشرق الأوسط وطالت شظاياها كل البلدان، منها من وصلته النيران مباشرة، ومنها من حمل عبء النتائج، وقد أفرزت هذه الحروب وغذت أبشع أنواع الإرهاب، ثم تمدد نشاطه ليضرب القارات الخمس.

 

ورسم الرئيس عون هذا المشهد، ليخطر العالم وعلى رأسهم الأرض المضيفة، أن الإرهاب أنتم صنعتموه، فاستدار بعد ست عشرة سنة ليهدد قاراتكم، وهذا البلد الصغير كان مخططا له أن يقع في براثن الإرهاب، لكنه استطاع أن يتجنب السقوط والانفجار على الرغم من انقساماته السياسية الحادة، وتسلل العناصر الإرهابية إلى بعض مناطقه وتشكيلهم خلايا مسلحة فيها. وهذا البلد أنهى وجود “داعش” و”النصرة” عند حدوده، لكن الأعباء التي يتحملها اليوم من جراء الحرب في سوريا، تفوق قدرته على التحمل، إذ إن موجات النزوح أضافت ما نسبته 50 في المئة من سكانه، أي إنه في مقابل كل لبناني صار هناك نازح أو لاجئ.

 

والأخطر أن المجموعات الإرهابية قد اتخذت من بعض تجمعات النازحين ملاجئ لها، محولة إياها إلى بيئة حاضنة، لذلك طرح عون تنظيم عودة النازحين إلى وطنهم، مميزا بين العودة الآمنة والطوعية. ورفض عون الادعاء أنهم لن يكونوا آمنين إذا عادوا، وقال إن هذه حجة غير مقبولة، لأن هناك خمسة وثمانين في المئة من الأراضي السورية أصبحت في يد الدولة.

 

وشكا عون من أن لبنان، وإلى النزوح السوري، يتحمل أعباء لجوء نصف مليون فلسطيني، فيما مؤسسة الأونروا على طريق الانهيار، والمجتمع الدولي يعجز أمام سياسة إسرائيل الاستيطانية. وسجل رئيس الجمهورية أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهن فعالية الأمم وعجزها عن تطبيق قراراتها تجاه إسرائيل، التي تخرق السيادة اللبنانية بمعدل مئة مرة شهريا جوا وبحرا وبرا، ويتقدم بلدنا بالشكوى إلى منظمة لا تتمكن من ردع الدولة المعتدية.

 

هو كلام مسؤول خاطب أمما امتهنت التخلي عن المسؤوليات عبر التاريخ، وجلست متفرجة على عالم متفجر، قائلا لمن يجلس على المقاعد العالمية إن العقود السبعة من الحروب الإسرائيلية، أثبتت أن المدافع والدبابة والطائرة لا تأتي بالحلول والسلام، وان طرد الفلسطيين من أرضهم لا يمكن أن يصحح بفرض التوطين، وهذا ما لن يسمح به لبنان، والقرار في هذا الشأن يعود لنا لا لغيرنا.

 

وإذ طرح عون أن يكون لبنان مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق، افتتح وزير الخارجية جبران باسيل الحوار مع سوريا بلقاء رفيع ضمه في مقر الأمم المتحدة ووزير الخارجية السورية وليد المعلم، بحضور مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري.