الارهاب المهزوم في العراق وسوريا جمع كل نيرانه في مسجد واحد وضرب مصلين في يوم الدين، هو الارهاب الذي قام على شريعة اسلام زيف تعاليمها، اختار صلاة الجمعة في سيناء وشعبا مؤمنا ذهب للخشوع والتقرب الى الله، فاغتالوا له بيت الله ومئذنته واثبتوا مرة جديدة انهم مجموعات ليس لها رب ولا سماء ينقلون عملياتهم المتوحشة من كنيسة الى جامع الى كل ما ملكته ايمانهم، اليوم وبتفجير واحد خسرت مصر مئات الشهداء والجرحى، لكنها تلقفت الحزن بيد والرد باليد الاخرى، لا سيما بعدما اعلن رئيسها عبدالفتاح السيسي انه سيرد بقوة على هجوم المسجد في شمال سيناء وان القوات المسلحة سوف تثأر لشهداء مصر في القريب العاجل، وهذا القريب كان اكثر من عاجل، اذ بدأ الطيران المصري شن غارات على مواقع المسلحين في محيط موقع الهجوم، حيث اطلقت عملية امنية كبيرة عنوانها الثأر للشهداء، لكن ابعد من الغارات الجوية والقضاء على الارهاب من الجو بدا ان افكاره على الارض لا تزال فاعلة وهو ما كان محور ادانة واسعة بما فيهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي دعا الى عدم التسامح مع الارهاب والى هزيمته عسكريا وفكريا ايضا.
وعلى مستوى داخلي انهمكت البلاد الخارجة عن الاسر بنبأ احاط به الغموض عن توقيف المسرحي زياد عيتاني لدى امن الدولة بشبهة العمالة، وفيما جرى ربط توقيفه بتواصل جرى مع ضابطة اسرائيلية في تركيا فإن امن الدولة اصدر بيانا ازال فيه كل الغموض واعلن انه رصد عيتاني على مدى شهور وهو اعترف في اثناء التحقيق اليوم، بتعقب مجموعة من الشخصيات رفيعة المستوى وتوطيد العلاقات بمعاونيهم المقربين وتزويدهم بمعلومات موسعة عن شخصيتين سياسيتين سيجري الكشف عن هويتهما لاحقا وبالعمل لتأسيس نواة لبنانية تمهد لتطبيع العلاقات باسرائيل، وقد اكدت معلومات الجديد ان هاتين الشخصيتين هما وزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير السابق عبدالرحيم مراد، هذا النبأ سبق تقييما سياسيا دقيقا اجراه مهندس عملية الانقاذ الوزير السابق غطاس خوري، فهو شرح للجديد ان الرئيس سعد الحريري مر بتجربة مرة وقاسية وان من حقه اجراء التغييرات داخل بيته السياسي في الوقت المناسب وهي تغيرات قد تشمل القريب والبعيد، وقرأ خوري هدوءا في خطاب السيد حسن نصرالله يفتح المجال امام عمل ايجابي انما العبرة في التنفيذ، واعتبر ان الحريري هو افضل من يقود الحكومة في لبنان وافضل من يمثل المصالح السعودية في لبنان، لكن على ان لا تتعارض هذه المصالح مع المصلحة الوطنية العليا في حفظ السلم الاهلي.