على زمن ارتفاع البلوكات السياسية خطفت إسرائيل بلوك النفط التاسع ومن قلب حرب بري التيار تسللت إلى قعر البحر الجنوبي ونفذت غارة في عمق الماء.. غافلت الحقول التي ترعى بينها الغزلان محليا وقالت: هذا الحقل لنا.. وأنشأت مستوطنة نفطية في مياهنا الإقليمية. نتجادل لبنانيا في جنس البلطجية.. وإسرائيل تمارس بلطجة بالذخيرة المائية الحية وتدعي ما ليس لها.. لكن سياسة وضع اليد الإسرائيلية استنفرت مواقف لبنانية موحدة حيث توافقت الرئاسات الثلاث على الإدانة فاجتمع عون وبري والحريري على وجه الماء.. بعدما فرقتهم عبارات الأرض. وأبعد من المواقف تقدم حزب الله بمناقصة لاسترجاع الحق وأعلن استعداده للتصدي الحازم لأي اعتداء على حقوقنا النفطية والغازية والدفاع عن منشآت لبنان وحماية ثرواته ومن إيجابيات الاعتداء الإسرائيلي إضافة إلى وحدة الرئاسات.. هو الظهور الورقي لوزير الخارجية جبران باسيل حين كشف عن المراسلة بين لبنان والأمم المتحدة لإثبات الحق اللبناني..
وفيما كان جبران حبرا على ورق.. لجأ الرئيس نبيه بري إلى استخدام سلاح الجو في الأزمة مع رئيس التيار الوطني الحر.. فأصبحت تحركات أنصار رئيس المجلس أرض_جو.. فعناصر اتحاد النقل الجوي اعتصموا في محيط المطار وهددوا بالتصعيد والإضراب إذا لم يعتذر وزير الخارجية وذلك في محاولة لقطع الطريق على الوفود المتوجهة الى مؤتمر الطاقة الاغترابية في ابيدجان.
حركة الملاحة “البرية” انتقلت مساء الى قصر الاونيسكو في تظاهرة لم تخرج على المألوف.. ولم تصل إلى الإضرار بالممتلكات بل ظلت في حدود الكلام الذي “ما عليه جمرك”.
والجمارك بالجمارك تذكر.. وبعد صراع مرير مع مرض الفساد العضال.. تبث الجديد الليلة “الحلقة الاخيرة” من ملفات سيوقع عليها الزميل رياض قبيسي. الزميل الذي كان أول من أسس لثقافة الصحافة الاستقصائية في محطة الجديد.. وهو يغادرنا اليوم تاركا في عهدة المشاهدين اقتراحا عمليا للجمارك..
فهذا العنبر من الوطن يصلح ان يسمى “فالج لا تعالج”.. حيث اثبتت السنوات ان المحاسبة لم تمر من امام دارة الجمارك.. فالمهربون ما زالوا يهربون.. والقضاء لا ممر له من ابواب سمسم..