حكومة “مواجهة التحديات” التي انطلقت في مثل هذا النهار من العام الماضي وجدت نفسها بعد سنة كاملة في مواجهة تحديات قصر بعبدا ولعب رئيسها حسان دياب دورا في الوسط في مسعى التقريب بين المذاهب السياسية . فدياب الذي كان شاهدا صامتا على الفيديو الشهير” الناطق بالكذب” أصيب بوهن في الشعور الحكومي وقاده موقع الرئاسة الثالثة إلى بيت الوسط حيث التقى الرئيس المكلف مطلقا مبادرة تشغيل ماكينة التشكيل في أسرع وقت ناقلا عن الحريري استعداده للحلحة ولم يخيب الحريري رجاء الرئيس الزائر فرمى ببضع إيجابيات مذكرا بأنه طوال المرحلة السابقة أبدى الانفتاح والاستعداد للذهاب والإياب، لكن الرئيس المكلف استكمل باقي تصريحه عن خطر كورونا وضرورة الوعي ومسؤوليات المواطنين والدولة واعدا بأنه سيعمل لتوفير اللقاحات وقال: سترونني أسافر كثيرا لهذا السبب.
وكمفاوض يعمل لترسيم حدود سياسية انتقل حسان دياب للقاء الرئيس نبيه بري في عين التينه ومنه الى قصر بعبدا حيث قال إنه لمس من الرئيس ميشال عون كل استعداد لإعادة تفعيل عملية التأليف وأعرب عن اعتقاده بأنه سيكون هناك لقاء قريب بين عون والحريري في الوقت الذي يجدانه ملائما.
فهل يجدان الوقت الملائم؟ بحسب استطلاع للجديد فإن سفير النيات الحسنة حسان دياب غفر ذنوبه وأدى مناسكه الحكومية بالدفاع عن شرف الموقع وسعيه مشكور عند الحريري لكن وسيط الجمهورية قد تنتهي مهامه عند هذا الحد لكون الرئاسة الأولى ستعطيه من اللسان حلاوة قبل أن تستكمل مسارها الى ” العلقم ” السياسي والاستمرار في وضع تعطيلي يبقي التشكيلية عند أدراج بعبدا فالرئيس المكلف سيسافر مرات عدة لتوفير اللقاحات ورئيس الجمهورية سيحافظ على وضعية المحارب المقاتل من أجل الحصول على لقاح الثلث المعطل الذي يضمن الحياة السياسية ” لولد الولد” ثلث ضامن للولاية الثانية وثلاثة أرباع اللبنانيين إن لم نقل جلهم صاروا على أبواب جهنم الموعودة.
وإن لم يكن الثلث هو السبب الحاجب أمام التشكيل فلماذا لا يخرج الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري إلى الناس لإعلان الأسباب الكامنة وراء حبس التأليف؟ وهذا مطلوب من الرئيسين المعنيين حصرا من دون أن يطلع علينا الاجتماع الاسبوعي لتكتل جبران باسيل في دعوات تمييع المسؤوليات . وهو دعا اليوم الرئيس المكلف إلى الخروج من حال المراوحة والتواصل مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة وفقا لثوابت الميثاق وقواعد الدستور وأصبح لزاما على التكتل أن يصدر ” كتالوغ ” مرفقا ببياناته لتعليل الثوابت والميثاق والقواعد الدستورية بعد وحدة المعايير سيئة التفسير.
واختصارا مباشرا للأزمة ولبيانات تحمل الفزلكة الميثاقية فإن الرئيس المكلف قدم تشكيلته هذه التشكيلة لم تنل رضى الرئيس الشريك بالتأليف فإما يرفضها ويضع ملاحظاته عليها ويطلب تعديلها وإما يذهب بها الى مجلس النواب وهناك تسقطها الكتل أو توافق عليها. أما التذرع بالدستور لتحصيل حصص وزارية وتغليب شروط عون والتيار فذلك يصبح انقلابا على الدستور وخرق الدساتير له كلام اخر تشبث بالمكاسب حتى آخر الولاية . فيما اللبناينون أصبحوا على آخر أنفاسهم وقدرهم أنهم أصيبوا بجائحتين سياسية من نوع المرض العضال وكورونا التي تؤرق يومياتهم وتدفعهم الى العوز الصحي مع فقدان الاسرة والادوية والمستلزمات الطبية فارحموا من في الأرض.