رسميا، تم تحديد العرس. أما عمليا فإن العريس الحكومي ليس متوافرا بعد ومن اليوم حتى الاثنين المقبل موعد الاستشارات الملزمة فإن التكتلات السياسية سوف تضع رسما تشبيها للرئيس المرتقب لتظهر صورته بحلول السادس والعشرين من تموز الحالي.
وإذا تعذر تأمين الشخصية المرجوة فإن موعد الاستشارات قابل للتأجيل لكن بناء على طلب من إحدى الكتل كما جرى في الاستشارات السابقة.
والعصف الفكري في مهلة أسبوع واحد سوف تتخلله عطلة عيد الأضحى المبارك التي عبر منها رئيس الجمهورية ليمرر رسالة تهنئة للبنانيين متضمنة رسالة سياسية يعلن فيها فتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان تطوي الصفحة السوداء التي نعيشها اليوم والصفحة الجديدة حكوميا هي في عرف الرئاسة طي ورقة سعد الحريري التي بدورها لم تخرج من مشهد التكليف وإن لجأت الى الاعتذار.
وفي المعلومات أن أيا من التكتلات والأحلاف لم يجر تصفية لاسم الشخصية التي ستدخل المبارزة وأن مناسك الحج الحكومي لم تبدأ شعائرها بعد.
فالأيام المقبلة سوف تشهد صعود الحشود السياسية الى جبل التأليف لكن الفرق بينهم وبين مؤمني بيت الله الحرام، أن لدينا سياسيين “اولاد حرام” وأن الشيطان الذي يرجم اليوم في مكة بسبع حصيات موجود منه بلبنان في أكثر من موقع سياسي وحلال رميه بالجمرات فأمثال هؤلاء حرموا الأولاد ثياب الأعياد وجعلوا من المواطنين متسولين طلبا للدواء والغذاء ومحروقين على المادة المشتعلة ومنزوعي الأموال والحقوق والودائع وعن هذه الحفنة المهترئة ربما تنبأ المتنبي يوما.
وبتصرف يصح القول اليوم : إن سياسيي لبنان لأنجاس مناكيد ..لكن العصا التي رفعها أبو الطيب قبل ألف عام بدأت تدمي الطبقة السياسية من أبواب نقابية وطالبية.
ونتائج انتخابات نقابة المنهدسين بالأمس علمت على الجسم السياسي وربما عجلت في تحديد موعد الاستشارات صحيح أن الأحزاب كانت تمنى بالخسائر سابقا في نقابات المهن الحرة والانتخابات الطالبية لكن الهزيمة هذه المرة جاءت مدوية واتخذت شكل ” الجرصة ” المذلة ورقة الباش مهندس ستكون عاملا ضاغطا على السلطة التي تكتشف مع كل انتخابات أن حضورها الذي كان طاغيا قد أفل نجمه.