يجرى العالم فحوصا رقمية تشرح اسباب الذبحة الاكترونية التي اصابت فيسبوك وآخرين في اعنف ليالي الانفصال الافتراضي عن الواقع ومع كل حالات الاستنفار في الجهاز الإلكتروني على مستويات الشركات العملاقة، فإن سببا واحدا واضحا لم يجر تقديمه الى المستخدمين سوى أن الخطأ ليس ناجما عن القرصنة بل هو نتيجة أخطاء في البنية التحتية لأجهزة التوجيه الأساسية . فلا الصين نشرت كورونا إلكترونية ..ولا صبيها الأرعن هكر الأنظمة الرقمية… لكن الخسارة ما عادت مادية وحسب على امبراطورية العالم الثاني لاسيما بعد تدخل الكونغرس الأميركي بقوة وانعقاد لجنته بصورة عاجلة مستعينا بشهادة المسؤولة السابقة في الفيسبوك فرانسيس هوغين وضمن مساءلة متناغمة أدلت هوغين بإفادة “خربت فيها بيت مارك زوكربيرغ ” ومهدت الطريق لتطويقه أميركيا وربطه بحزمة قوانين وربما عقوبات… وهي وثقت بشهادتها أن منصة فيسبوك اختارت الربح المالي على حساب المصلحة العامة… وأنها تتبع التضليل السياسي وتشجع على العنف وتمزق المجتمعات وتخفي البيانات كاشفة عن تنمر ضد الأطفال على انستغرام وفيسبوك يؤدي إلى نتائج كارثية.
وقد وصف أعضاء في الكونغرس المسؤولة الفيسبوكية السابقة بالبطلة وتوجه رئيس اللجنة الى زوكربيرغ بالتهديد قائلا : وقتك انتهى وسوف نتخذ إجراءات ضدك وعليك أن تتعاون معنا وبذلك يكون الكونغرس قد حظر حساب مارك من الدوائر الأميركية وأخضعه للحجب وهو يتجه إلى عقوبته ب “بلوك” لا عودة عنه إلا إذا استجاب للتعاون وخسارة مؤسس الفيسبوك ما عادت هنا مقتصرة على فقدانه نحو سبعة مليارات دولار في ليلة واحدة… بل في الخسارات الآتية إذا وقعت الحرب مع أميركا وتحديدا بعدما وضعه الرئيس جو بايدن في سلم أولوياته لدى تسلمه الحكم قائلا: إنه ليس مولعا بفيسبوك ولا بمارك وإذا أصبحت رئيسا فسأعمل لإلغاء قوانيين تمده بالاتصالات التي تؤثر في الاقتصاد الأميركي.
وعلى المنصة الرقمية اللبنانية فإن العمل جار على قوانين تحد حرية الناخب المقيم والمغترب ..لكن الأعمال التي تحمل النيات السئية هي في حظر القضاء ومحاصرة ببلوك سياسي يمنعه من استكمال التحقيق في جريمة المرفأ وعلى هذا المسار جاء قرار المحامي العام لدى محكمة التمييز القاضي عماد قبلان الذي رأى أن محضر المحقق العدلي تجاه وجود شبهة حول قيام القاضي غسان خوري بإرتكاب جرائم جزائية فارغ من أي شبهات وليس من شأنه الدلالة على إخلال في الواجبات الوظيفية فجرى حفظه. هذه التغطية من قاض على قاض تقابلها اعمال حرة تطلق يد المحقق العدلي طارق البيطار الذي سار بين الوقت وزمن الدورة العادية لمجلس النواب محددا جلسات استجواب للنواب نهاد المشنوق وعلي حسن خليل وغازي زعتير تسبق بدء العقد العادي في التاسع عشر من الجاري.
على ان الارتياب الحزبي والسياسي لا يزال يحاصر البيطار عبر المواقف وهو ما يعبر عنه حزب الله بشكل متواصل منتقدا التدخل الاميركي في ملف المرفأ.
وبعلم الجميع ان الولايات المتحدة تتدخل في كل شاردة من المرفأ اللبناني الى الفيسبوك العالمي… لكن جريمة بيروت لاقت اكثر من موقف اوروبي يصنف في اطار التدخل من فرنسا اولا الى الاتحاد الاوروبي برمته…
فلماذا اعتراض حزب الله على الدور الاميركي وحده ؟ وكيف لا يترك القضاء “يعمل شغلو”…