Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 12/11/2021

في ختام مهمة استمرت أسبوعين، خرج المسؤول الأممي بمضبطة اتهام تفيد بأن مسؤولي الحكومة اللبنانية ليس لديهم أي شعور بضرورة التحرك العاجل، ولا العزم اللازم لتحمل مسؤولياتهم إزاء أزمة اقتصادية أدت إلى “إفقار شرس: وقال أوليفييه دي سكوتر المكلف دارسة الفقر المدقع في العالم إنه اجتمع في لبنان بتسعة وزراء ومسؤولين كبار بينهم رئيسا الحكومة ومجلس النواب لكنه ولد قناعة بأن هؤلاء يعيشون في عالم خيالي. وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة إلى مستقبل البلاد مستخدما عنصر “الدهشة” والذهول.

ورأى أن لبنان بات “جرس إنذار للعالم” بسبب “تحالف بالغ الضرر بين رجال الأعمال فاحشي الثراء والنخب السياسية” والأيام التي قضاها مسؤول الفقر الدولي خلصت تقاريرها المرسلة إلى الأمم المتحدة بأن ما يقارب ثلاثة أرباع سكان البلاد الذين كانوا ينتمون إلى الطبقة المتوسطة أصبحوا يعانون الآن الفقر في خضم أزمة اقتصادية ناجمة عن تراكم الفساد وسوء الإدارة طوال عقود.

ولم تكن شهادة رجل الأمم المتحدة وحدها على قارعة الزيارات الدولية والعربية للبنان. فكل من جاء دهش وأصيب بعارض الذهول من المفوضية الأوروبية إلى الأردني والمصري وجامعة الدول وقبلهم الألماني والفرنسي والثلاثاء وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو لكن “الداخل مفقود والخارج مولود”.

وجميعهم يفر هاربا من التعاون على إيجاد حل لكون الفساد أصبح خارجا عن السيطرة وقدرة الأمم على أن الثقب الأسود لم يصل الى الولايات المتحدة التي رأت ضوءا من “حنايا” الرئيس نجيب ميقاتي, فربتت على كتفه بكلام أدلى به وزير الخارجية انتوني بلينكن على هامش مؤتمر صحافي في واشنطن مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني, ورأى بلينكن أن لدى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي خطة جيدة لدفع لبنان إلى الأمام ونحن نعمل لتوفير الوقود كما نعمل مع الجيش لضمان الاستقرار ولم يتبين على وجه الدقة كيف سيدفعنا ميقاتي الى الأمام..

ومن أي الشرفات سوف نهوي إلى قعر جهنم؟ فما يتوافر حاليا: ارتفاع شرس للدولار, تسعيرتان للمحروقات,  وشتاء قادم على ما تيسر من حطب.

اما الحكومة فتحولت الى حطب سياسي, حيث يقف رئيسها عند مدخنتها ويتنشق “رحيقها” بسعادة وحبور, ولا أمل بعودة انعقاد مجلس الوزراء في الموسم المنظور وهي التي كانت في ريعان شبابها الوزاري ولم تجتمع سوى مرات معدودات وقد طاب العيش لرئيسها في ظلال تصريف الأعمال.

في وقت طاب للثنائي الشيعي أيضا التعطيل تحت طائلة “القبع”، ولم يبرر للمواطنين كيف تصبح قضية مكانها قصر العدل “تحت طاولة مجلس الوزراء” وتهدد بتفجيرها بسلاح التعطيل, فمن أين جاؤوا بتلك الصلاحيات التي ضربت مبدأ فصل السلطات؟  وتاليا فصل الطاولات؟

ما في القضاء يجري الاحتكام به الى القضاء, أما طاولة مجلس الوزراء فهي لقضايا الناس وشؤونهم وحياتهم المتعبة وتدبير مشاريع تقيهم “الشر المستطير”, وقياسا على هذه الحاجة يصبح تعطيل الحكومة حراما شرعا وموقف الثنائي لتاريخه يتمسك بمطلبه ولا يبدي حسن النيات حيال العودة الى تفعيل العمل الحكومي.

أما موقف وزير الاعلام جورج قرداحي فقد أودعه عين التينة اليوم، لكنه أعلن أنه لم يبحث مع الرئيس نبيه بري موضوع الاستقالة، متمسكا بضمانات قبل هذا الخيار وبموجب ما تقدم: لا إقالة لقرادحي لا استقالة طوعية.

حكومة ميقاتي باقية تصريفا مقنعا. والموفدون الدوليون إلى بيروت يخرجون من هنا إلى مشافي المصحات العقلية. يتحدثون بدهشة عن ملفات الفساد لكن واحدا من هذه الملفات قد كشفت فور مغاردتهم، وهي تمتد من بيروت إلى بغداد وتدخل الجامعات اللبنانية بشهادات مزورة وألقاب مكررة وسمسرات.. ما يكاد يهدد العلاقات هذه المرة بين العراق ولبنان.