Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 26/12/2021

ربط لبنان بصاعق قنبلة موقوتة من العيار الثقيل.. ينتهي عدها العكسي مساء الغد ولا حاجة إلى ضرب طوق أمني ولا استدعاء خبير عسكري لتفكيكها.. فأضرارها لن تتجاوز قطر القصر الرئاسي في بعبدا وفحواها مقروءة من خمس سنين عجاف.. ومن دخول العهد كتاب غينيس عن فئة أطول حكم في التعطيل. غدا لناظره قريب.. والقنبلة أكانت صوتية أم أصابت شظاياها الخصم والحليف بحسب ما يشاع.. فإنها لن تعيدنا من الطريق إلى جهنم ما لم تكبح الانهيار وتقرن بمواقف مسؤولة تعيد المؤسسات إلى نصابها وأن تحمل حلولا لأزمة بلد يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة.. وأن لا يترك باب المواقف مواربا لإطلالة الصهر المرتقبة.

غدا لكل حادث حديث، لأن الحدث اليوم في مكان آخر، ولا يمكن تصنيفه بالأمر العادي.. لكن يمكن وصفه بالفعل العابر على الكرامة العربية “بالجزمة الإسرائيلية” ففي وضح النهار وعلى مرأى العالم والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تحولت هضبة الجولان إلى “كابينيت مصغر” وكرس رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت احتلالها باجتماع حكومي جرى على أرضها وصادق على مضاعفة الاستيطان وتدشين مستوطنات ومدن جديدة وإقامة مشاريع استثمارية بقيمة تقدر بمليار شيكل، أي ما يعادل ثلاثمئة وسبعة عشر مليون دولار من أجل جذب مئات آلاف المستوطنين وزرعهم في أرض سورية محتلة تسلحت حكومة الاحتلال بإعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هضبة الجولان المحتلة أرضا إسرائيلية وهو حين قدمها هدية لبنيامين نتنياهو أعطى ما لا يملك إلى من لا حق له لا في حرب الأيام الستة ولا بعد أربعة عقود احتلال. اغتصبت إسرائيل فلسطين على مرأى عرب جلسوا يتفرجون على زناة التاريخ وهم يقتلعون شعبا من أرضه وها هو التاريخ يعيد نفسه على هضبة، باقتلاع من تبقى من أصحاب الأرض الذين أكدوا استمرارهم في النضال لإفشال تلك المخططات الهادفة إلى تهجيرهم قسرا فماذا عن جامعة الدول العربية؟ ألم يحن الوقت لإعادة سوريا إلى الحضن العربي ودعوتها إلى القمة العربية؟ الضرب في الميت حرام.. لكن هناك متسعا ليقظة الضمير واتخاذ موقف عربي ودولي متضامن مع سوريا في وقت لم تؤد خطوة الاحتلال حتى اللحظة إلى  تسجيل هزة ارتدادية واحدة على مقياس الدول المطبعة معها.

ومن أعلى الهضبة نزولا إلى لبنان، على مرصد سجل أسبوعه في ساعة وعلى مدى عشرين عاما بنى وطنا دقة بدقة.. وعمر سياجه على حفافي الوقت وعندما بلغ عمر الشباب سأل نفسه “وهلق شو”؟ “بعمر العشرين سنة هوا شو تغير؟ كيف صار الوطن غربة؟ ومين اللي أتقن هزيمة المدن؟ الأسئلة كثيرة.. والجواب واحد في محطة أخذت على عاتقها إعادة إعمار ما هدمته السياسة فغيرت الكثير في المشهد الإعلامي وفي المشهد السياسي في لبنان والعالم العربي، وبحسب رئيس مجلس إدارتها تحسين الخياط.. فإن معركة الجديد الأساسية كانت وستبقى ضد الفساد.. ومع الحريات حققنا انتصارات، ولا يزال أمامنا الكثير من المحطات.. وخلي عينك عالجديد.