IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 13/03/2022

عدا رقمي الثامن والرابع عشر اللذين صدعا آذار على مر الزمن السياسي.. فإن شهر بداية الربيع انتحل صفة كانون واحتل أيامه وزهره واجتاح نسيم رياحه وحولها إلى عاصفة قطبية هو شهر كانون الثالث.. الضارب في التوقيت الصعب اجتماعيا، والذي يجري معركة غير متكافئة مع غياب المازوت وغلائه.. سلاحا للمواجهة الشرسة وفي موازنة تشبه شح الوقود، تحرك وزير الأشغال علي حمية مرشدا للتوعية على طرقات جبلية.. مرددا: “مش أنا الدولة، أنا جزء من دولة” والجزء المتبقي من الدولة ذاب في معركة أيار.. مرشحون وأحزاب وقوى مثبتة لعضلات السلطة بدأت الحرب الانتخابية، والتي ستستخدم فيها كل الأسلحة المحرمة، كغزوة علي خريس على كهرباء صور ودخوله السباق مرشحا تتنافس عليه هوليوود وبوليوود حركة نائب الطاقة الحرارية ينتهي استعراضها ويستمر التيار في الانقطاع.. ما خلا نور التيار الوطني الذي فاض اليوم من الفورم دي بيروت مع العاصفة القطبية للنائب جبران باسيل. وفي خلال إعلان التيار أسماء مرشحيه أطلق باسيل مصطلح “حزب الحرباية”.. وفي إعطاء مواصفاته قال إنه حزب كبير في لبنان.. حزب الفساد.. فيه متلونون تنعموا بالمكتسبات في زمن الوصاية، وعندما انتهت الوصاية بدلوا جلدهم وركبوا موجة الحرية.. رفضوا بعدها أن يتنازلوا عن مكتسباتهم، “وفشلوا الإصلاح وسببوا الإنهيار بـ17 تشرين.. رجعوا بعدها بدلوا جلدهم وصار اسمهم ثورة وإذا كان حزب الحرباية يعمم من قبل باسيل على الجميع.. فإنه خص رئيس حزب القوات بما هو أشمل، وقال: “ما تستغربوا: المجرم، ولو طلع من سجنه بجسده بيبقى مسجون بفكره وبدو يقتل.. إذا ما عنده غطاء ليقتل جسديا، بيقتل سياسيا”.

فاض جبران كفيضان النهر الكبير اليوم.. استعرض زمنا كأنه لم يكن فيه.. مشاركا بقراراته وحدوده وفساده وبواخره وعقاراته ووزارئه الذين لإنجازاتهم الكهربائية رفعهم إلى الترشيح النيابي كل من شاركهم باسيل يستحقون وصف الحرباء.. لكنه وبمفرده يشكل حزبا على وزن شبيه لا يصلح للتعميم.. لكنه يقدم نفسه على صورة العفاف السياسي والإداري والمصرفي. وفيما يخوض التيار معركة الحجز المصرفي لاستثماره في السوق الانتخابي عبر القاضية غادة عون.. فإن عشرة بنوك لبنانية سمع صراخها من قبرص. وبحسب معلومات الجديد استدعى المصرف المركزي القبرصي المديرين العامين للمصارف اللبنانية الأسبوع الماضي، وأبلغهم انه سيفرض تكلفة تشغيلية بقيمة خمسة في المئة زيادة على كفالة المئة في المئة لودائعها في المصرف المركزي وشرط المركزي القبرصي يعني استحالة استمرار عمل المصارف اللبنانية في الجزيرة وعليه يصبح السؤال عن القدرة على تأمين السيولة للمودعين عند إعلان الخروج و”البريكزت” القبرصي من لبنان عامل قلق جديد للسوق المالية المنهارة المعطوفة على أسواق محلية وإقليمية أكثر انهيارا وقد تصدر المشهد في الساعات الأخيرة حدثان يخلطان أوراق المنطقة ومفاوضاتها، وكلاهما يتصل بإيران.

فطهران قررت الرد على مقتل ضابطين لها على الأراضي السورية، لكنها اختارت أربيل عبر قصف ما وصفه الحرس الثوري بالمركز الاستراتيجي للتآمر وجرائم الصهاينة فيما كشف مجلس وزارء إقليم كردستان العراق أن الموقع المستهدف في أربيل هو مدني وليس قاعدة إسرائيلية.. وأن تبرير الاستهداف هدفه فقط إخفاء الجريمة البغيضة فيما الخارجية العراقية استدعت سفير إيران للاحتجاج.. وخرجت من بغداد أصوات سياسية تطلب فتح تحقيق ومحاسبة. وإذا كانت طهران قد آثرت الاحتفاظ بروايتها، فإن أوراقها يتم خلطها على أعتاب تقرير مصير الاتفاق النووي في الأيام المقبلة وفي هذا الإطار تؤكد مصادر الجديد أن وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان سيزور المنطقة ويعرج على لبنان يوم الثلاثاء المقبل، بعد تأكيد الموعد مع المسؤولين الرسميين. ومع ترتيب إيران المستجد، فإن ورقة التفاوض مع السعودية أرجئت بعد إقدام المملكة على إعدام واحد وثمانين شخصا، بينهم أربعون مواطنا من القطيف.. في قرار كان مفاجئا للجميع، وضمنا ذوو المعدومين.