Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 22/8/2018

لحق التسمم باللبنانيين إلى حيث صلاتهم وزياراتهم المقدسة، ففي ميدغورييه خلف الحبات الوادعات حيث تزهو الجنات، زائرون إليها يتركون قلوبهم في ظلال مريم، ويؤمنون أن القلب الملقى في الأحزان يلقى الحنان، لكن حالات الإيمان انقلبت حالات تسمم نتيجة جرثومة نقلت عدواها إلى الزوار اللبنانيين الذين أصيبوا بالتسمم، وتعثرت عودتهم إلى بيروت، وألغيت رحلتهم في انتظار مواعيد جديدة يعمل عليها حاليا.

وفي المعلومات الواردة من وفد الزوار اللبنانيين إلى ميدغورييه، أن معظم المصابين يتماثلون للشفاء، لكن السلطات فصلت في ما بينهم منعا لانتقال العدوى إلى آخرين. أما السلطات هنا، فقد رأت أن طائرة العائدين موبوءة، غير أن ذلك لم يمنع رئيس المطار فادي الحسن من التأكيد عبر “الجديد” على وصول الطائرة في وقت متأخر من هذه الليلة، وأن لا شيء سيمنع عودتهم.

ولم تسجل الدولة اللبنانية أن هؤلاء الزائرين قد لجأوا إلى السيدة العذراء في أرض البوسنة والهرسك، بعدما كفروا بهذه الأرض وبيئتها الموبوءة قلبا وقالبا حكوميا، وبمطارها المزدحم المخنوق الذي تكمه دستة من الأجهزة الأمنية المتنافرة، وتنقطع عنه محركات الهواء.

والانقطاع ينسحب أيضا على الهواء الحكومي، الذي كان يتنفس صناعيا قبل أن “يخفي النفس كليا” وتحتجب الأنباء عن التأليف، باستثناء وعد أيلول الذي أطلقه رئيس الجمهورية.

وبغياب تواصل التأليف، حضرت الخطوط الساخنة مع دمشق، وأعيد تفعيل خط بعبدا- الشام على مستوى رئاسي، ما أضنى “المستقبل” وأرهق عناقيده الزرق، تخوفا من رفع درجة الاتصال. وأمام حالة الذعر التي انتابت فريقا من اللبنانيين، فإن أول ما عليهم أن يستحضروه هو: نصفهم الذي يعيش معهم يشاركهم أرضهم ورزقهم، من نازحين ما زالوا نازحين وإن تأمنت عودة بعضهم، هؤلاء إلى جانب إقفال بوابات تصريف الإنتاج واستبعاد لبنان من إعادة إعمار سوريا وفتح المنافذ للسياحة، كل ذلك لا يكفيه اتصال بالرئيس بشار الأسد فحسب، بل ولتكن زيارة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الرئيس الأسد، وليكن أول المبادرين وفي العلن، في زمن بدأ عدد من الدول إرسال إشارات إلى الدولة السورية بالسر.

فمن ينادي ب”لبنان أولا”، هذا لبنان أولا، وهذه مصالحه عبر النوافذ السورية، حيث لا المواقف السياسية ستعيد البضائع والشاحنات إلى معبر “نصيب” الحدودي، ولا تراكم تسجيل البطولات سوف تؤمن عودة النازحين، ولا المكابرة سوف تجعل من لبنان منصة لإعادة إعمار سوريا، في وقت تسن فيه العديد من الدول أسنان معاولها لنهضة بلد دمرته بأدواتها.