Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 1/9/2018

حقيبة السفر وحدها المحزومة والجاهزة من بين الحقائب الوزارية العالقة في مطار التأليف. وحتى تاريخه يكون الرئيس سعد الحريري قد أتم مئة يوم من العزلة الحكومية. مئة نهار من العقد والمطالب والاسترخاء والدلال وحروب الأحجام. عدا ونقدا ثلاثة أشهر وربع الشهر، ورقم بصفرين، والنتيجة: صفر اليدين.

وفي المئوية الأولى، وعد الرئيس المكلف بتطور الأمور في الأسابيع المقبلة. ما يعني أن الأصفار سوف تتضاعف، وأنها مرشحة للتراكم وزيادة الثروة العكسية، لاسيما أن وضع التأليف يحافظ على ثوابت العقد الموزعة بين ثلاثية “الاشتراكي” وخماسية “القوات” وحصة الرئيس، ونيابة رئاسة الحكومة والوزارات السيادية المحجوبة عن معراب.

ومع هذه المراوحة، يعد الرئيس الحريري “بطلة” إلى بعبدا، مصحوبا بتشكيلة جديدة. لكنه في واقع الأمر يعالج “الصفر” بالسفر، حيث لم تطرأ أي مستجدات إيجابية تفتح الأبواب على التأليف، وهو يغادر إلى مصر لحضور زفاف أحد أقربائه، قبل أن يعود غدا إلى بيروت لاستئناف نشاط المراوحة والجمود، ليس حكوميا فحسب، بل ينسحب على مختلف مرافق البلد، وانتشرت أنباؤه على صحفات مجلة ال”إيكونوميست” التي حذرت من انهيار اقتصادي في لبنان، وقالت إن السياسيين اللبنانين كونوا ثروات من الطفرة المصرفية، فمن بين أكبر عشرين بنكا تجاريا، هناك ثمانية عشر بنكا مملوكا بالكامل أو جزئيا لسياسيين أو لعائلات ذات علاقات جيدة بالمسؤولين.

أما القطاع الوحيد الذي يسير بخطى سريعة، فهو حوادث السير حيث سجل سقوط مئتين وواحد وثمانين قتيلا وأكثر من ثلاثة آلاف جريح، منذ مطلع هذا العام. وقياسا على بلد كلبنان، فإن هذا الرقم هو حصيلة ضحايا حرب، فيما القوانين المعدة للسير تطير بدورها بسرعة جنونية من دون تقيد بأحكامها. وآخر الحوادث المؤسفة وقع ليل أمس على طريق المطار، وأدى الى سقوط ثلاثة قتلى وسبعة جرحى، في تصادم ست سيارات تحولت إلى قطع متناثرة. وقد نعى الرئيس سعد الحريري ناشطين اثنين من تيار “المستقبل” قضيا في الحادث هما المحامي سليمان سكاكيني وحرمه السيدة جمانة الصاحب.

والحريري المتنقل بين الأتراح والأفراح، من المقرر أن يختتم حزنه الحكومي الأسبوع المقبل، قبل أن يشرع رئيس الجمهورية في استخدام مهل أيلول.