Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 10/10/2018

باتت الدولة الأمنية في تركيا على مرمى قنصلية لكن شرطتها وبوليسها ومصادرها وصحفها القريبة من السلطة بدأت مرحلة الإفراج عن المعلومات تباعا وبالتقسيط غير الممل. فمن تسريب مجموعة الخمسة عشر بكامل أسمائهم وصورهم إلى شريط الفيديو الذي يظهر دخول جمال الخاشقجي القنصلية وصولا إلى وعد بنشر فيديو آخر يرفع البصمات عن الحادث كلها مضبوطات تنتظر الإعلان الرسمي وحسم مصير الصحافي الذي تحول إلى قضية رأي عام عالمية ولأنها كذلك فقد فاضت كبريات الصحف العالمية بأنباء تصفية الخاشقجي وبرزت تفاصيل أوردتها نيويورك تايمز عن تقطيعه بالمنشار غير أن الدايلي مايل وحدها أكدت أن الخاشقجي ما زال حيا وقد نقل إلى السعودية. ولن تستطيع أي جهة أن تجلي هذه الصورة الملتبسة سوى الدولة التركية رسميا وليس عبر اعتماد التسريب.

والى التسريبات الحكومية في بيروت التي لن تحتاج إلى مصادر لكي تؤكد العرقلة ووقوع التأليف عن شفير الأيام العشرة الموعودة وما سيساهم في تأخر إنجاز الصيغة الحكومية وجود رئيس الجمهورية ميشال عون خارج البلاد ثم سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري لكن كلتا الرحلتين لن تمنع الرئيس المكلف من “شد العزيمة” والإقدام على إعلان تشكيلته “بمن حضر” والخروج من سياسة تغطية “السماوات بالابوات” فالمعركة حاليا باتت تدور بين متفائل ومتشائم ومتشائل ..وربما “متثائب” وليست معركة تنازلات متبادلة فإذا كان الرئيس المكلف قد أعلن أن الجميع قدم التنازلات بمن فيهم التيار ..فماذا ينتظر بعد؟ ولماذا عليه أن يسمح بأن “ينسفها باسيل” على حد تعبيره؟ ما يعرفه اللبنانيون أن سعد الدين رفيق الحريري هو الرئيس المكلف وأن مهمته إنجاز التأليف وبالمهمة التي لم يناقشه أحد فيها ..لكن الرئيس المكلف ذهب إلى مسارب أخرى وفتح الأبواب أمام المزايدات وفي الحصيلة انتهينا إلى أنه الرجل الذي يقدم التضحيات على مذبح الوطن لكن من دون حكومة والرئيس المكلف لا ينفك عن توزيع الإيجابيات في العلن وعلى الشاشات ..وعن رسم طريق مسدود في السر .. مع رمي كرة التعطيل في وجه جبران باسيل.

وفيما يتجه رئيس التيار القوي إلى خفض مستوى تدخله في صلاحيات رئيس الحكومة ..سيبقى على الحريري بدوره ألا يتذرع بالآخرين وأن يعتبر نفسه ولو مرة واحدة رئيس الحكومة الأقوى.