قبل أن يغرف لبنان النفط والغاز من مياهه الاقتصادية الخالصة وصلته جرة الغاز .. خالصة مخلصة عند الشاطئ لكنها جاءت بمحتويات كادت تكسر الجرة وتحول منطقة الأوزاعي الى مفاعل للمواد المشعة التي استلزمت حضور الطاقة الذرية بفرعها الوطني فانتهت الرواية على الحفظ والصون. جرة الأوزاعي المستخدمة لاستكشاف الهيدروجين صاحبت مشهدا كان فيه الرئيس سعد الحريري يتنشق ثاني أوكسيد الكربون السياسي من السعودية ويلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز على كرسي ضياف الزوار الكبار في قصر اليمامة وقد استبق ولي العهد محمد بن سلمان اللقاء بمعاينة الحريري قبل وصوله والإعلان بعد كشف في الطب السياسي أن رئيس الحكومة أصبح الآن في وضع أفضل في لبنان مقارنة بميليشيات حزب الله المدعومة من إيران. وقال بن سلمان إنه تعرض لانتقادات غربية زعمت أنه جرى الضغط على الحريري للاستقالة في تشرين الثاني الماضي نافيا هذا الأمر.
وفي هذا التصريح بالذات فإن ولي العهد على حق لكونه لم يضغط على الحريري للاستقالة بل إن الاستقالة فرضت على وقع عملية “خاطفة”. أما في شأن تحسن أحوال الحريري ووضعه الذي أصبح أفضل فهذا الأمر متروك للمعاينة الميدانية بعد عودة رئيس الحكومة الذي سينتقل من الرياض إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الشاهد الملك على واقعة الاحتجاز والفاعل في عملية التحرير وبعودة الحريري إلى بيروت تتضح معالم “الرزق” السياسي وما إذا كان الرئيس الذي أشهر إفلاسه سوف يقدم على فك الإرتباط الانتخابي بحلف حزب الله أم سوف يمضي قدما بما اقتنع به ورسخه على خطى الشراكة في الوطن.
وسيواكب عودة الحريري الجزء الثاني من جولة الموفد السعودي نزار العلولا على المسؤولين والقيادات اللبنانية ويستند العلولا في الطبعة الثانية من الزيارة الى نجاح الطبعة الاولى حيث اختفى الرجل من الاسواق وحضر لدى مروحة واسعة من الاقطاب باستثناء الزعيم وليد جنبلاط الذي حرص على إمرار إشارة “أنا هنا” وعلى استعداد للتوضيح قائلا إن مقاطعته سعوديا ربما ترتبط بموقفه من حرب اليمن التي اعتبرتها حربا عبثية، وكذلك من رأيه الذي جاء ضد تخصيص شركة آرامكو”. اما في شأن تغيب وزير الداخلية نهاد المشنوق عن مرافقة الرئيس الحريري الى الرياض فقد اكدت مصادر الجديد ان المشنوق تلقى اتصالا من وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف الذي أطمأن الى ظروفه الطارئة ودعاه الى زيارة المملكة رسميا في نهاية الشهر المقبل.