طافت مياه البحر الأحمر على منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي يحضره ستون رئيس دولة وحكومة حول العالم…
فالمؤتمر المنعقد في المنتجع السويسري وصله ما يربو على ثلاثة آلاف شخص متخصص لاستطلاع الحوار والتعاون الدولي، ودعم التكامل الاقتصادي، واستدامة الموارد، والاستفادة من الابتكار والحلول التقنية.
ولكن زعماء العالم وجدوا أن الحروب جاءت أولوية وسيطرت على غلاف المنتدى السنوي ولأن واشنطن تشكل محركا للحروب.
فقد وزع وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن وقته في لقاءات جانبية..
هناك من قضى نحبه وهناك من ينتظر ومن أوكرانيا المنسية الى الصين وتايوان فحرب غزة وتوتر البحر الاحمر كانت جداول مواعيد بلينكن طافحة بالأزمات من دون تلمس الحلول إذ تحركت المياه المالحة في اليمن…
وأعلن الحوثيون استهداف سفينة كانت متوجهة الى اسرائيل بالصواريخ وقالت القوات المسلحة اليمنية إننا مستمرون في منع الملاحة الاسرائيلية المرتبطة بالعدو في البحرين: الاحمر والعربي وذلك بعد قليل من اعلان رويترز نقلا عن مسؤولين أميركيين أن هجمات غربية استهدفت أربعة صواريخ مضادة للسفن تابعة للحوثيين.
وأمام جلسة حملت عنوان “تأمين عالم غير آمن” في دافوس رسمت دول خليجية خطوطا حمرا بحرا وبرا.
وأكدت أن نزع فتيل الحرب في غزة يوقف التصعيد على جبهات أخرى وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الوضع في غزة يؤثر على المنطقة ويزيد التوتر البحري وإن استمرار المعاناة في القطاع غالبا ما يخلف دوائر لا تنتهي من العنف.
وأما رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني فاعتبر أن الوضع في البحر الأحمر خطير للغاية لأن تأثيره يمس العالم كله ولا يقتصر على المنطقة فقط،
وأكد أن الخيار العسكري لن يحل الأزمة الحالية في البحر الأحمر…
وفي هذه المواقف، رد مباشر على التوتر البحري الذي انتهجته كل من أميركا وبريطانيا، ودعوة الى انهاء الحرب في قطاع غزة بما يؤدي تلقائيا الى وقف التصعيد على البحر الاحمر،
وأما اللعب في المياه فيولد نارا وعند سفوح دافوس ينتظر لبنان دوره للادلاء بدلوه في شأن يتصل بغزة وجبهة الجنوب…
ومن هناك قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إننا نسعى إلى الحلول الدبلوماسية وملتزمون بالقرارات الدولية بشأن لبنان.
ولفت الى أن حزب الله يتمتع بعقلانية وحكمة ويضع المصلحة اللبنانية فوق أي مصلحة أخرى.
وفي أحاديث صحفية متعددة، حرص ميقاتي على فصل المسارين العسكري والسياسي وقال إن لا رابط بين ما يحدث في الجنوب وانتخابات رئاسة الجمهورية، متطرقا الى عمل “اللجنة الخماسية العربية والدولية” للمساعدة في دفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان قدما الى الأمام…
وربطا بعمل الخماسية تقول معلومات للجديد ان اعضاءها سيجمعون المواصفات التي سبق وارسلت الى المكونات اللبنانية عبر برقية جان ايف لودريان في شهر آب الماضي.
وخلال الاجتماع الموسع المرجح اواخر الشهر الحالي ستتم مقارنة المعايير التي أرسلتها الكتل النيابية على ان يعود الموفد الفرنسي بعد ذلك ويجول على المسؤولين والقوى السياسية ويعلن في مؤتمر صحفي نتيجة هذه المعايير والمواصفات التي توافقت عليها المكونات اللبنانية…
وسيشكل ذلك منطلقا لتحديد هوية رئيس الجمهورية والبدء بجلسات انتخابية بدورات متتالية.
واستنادا الى مصادر سياسية معنية فإن الخماسية تبقي العقوبات جزءا اساسيا على جدولها في حال لم يتم التجاوب مع الإصلاحات المطروحة خلال او بعد انتخاب رئيس جمهورية.
إلا ان العقوبات هذه المرة ستتوسع لتكون أميركية أوروبية عربية مشتركة.
وبما تقدم فإن الخماسية بدأت تزييت محركاتها استعدادا للجولة المقبلة ما يرتب داخليا اعادة الهيكلة السياسية والنزول عن الاشجار المرتفعة والمواصفات الخارقة، وبالتالي بدء التلاقي حول اسماء والدخول في عملية استخراج الرئيس بعدما طالت مراحل التنقيب…
فالمرحلة المقبلة من تطبيق القرار 1701 وتدابير الترسيم البري تستلزم رئيسا للتفاوض وابرام الاتفاقيات.
واما التنظير والتعطيل والشروط وارتفاع مقاديرها والاستمرار ب “اعتقال” رئيس الجمهورية فكل ذلك له محاذيره التي يبدو ان ثمنها سيكون عصى دولية عربية غليظة.