الناظر إلى صفحة مطار رفيق الحريري الدولي، وصولا ومغادرة، يستنتج بورصة التصعيد والمخاوف.
على الشاشة نقرأ وصول طيران الميدل إيست والإماراتية والعربية الإماراتية، والعراقية والقطرية ومصر للطيران والجزيرة، فيما الغت التركية ، واستمرت بيغاسوس التركية ، وألغت فلاي دبي رحلاتها إلى بيروت.
إذا كانت حركة الطيران مؤشرا ، فإن منسوب المخاوف ما زال مرتفعا ، فشركات الطيران لا تحلل ولا تنظر ولا تدخل في سوق التوقعات، بل تبني قراراتها على معطيات.
في مطلع الحرب، في السابع والثامن من تشرين الأول الفائت، شركات علقت رحلاتها إلى بيروت ثم عادت، واليوم تعود إلى تعليق رحلاتها، وقراراتها رهن بالتطورات الميدانية ، هذه التطورات في يد بنيامين نتنياهو من الجانب الإسرائيلي، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية ، وفي يد السيد حسن نصرالله، من الجانب اللبناني، بالتشاور مع راعي محور الممانعة، إيران، فهل يلجم التصعيد والضربة الاسرائيلية ورد حزب الله على هذه الضربة؟ ام يتكرر سيناريو الضربة المدروسة والرد المدروس والعودة إلى قواعد الاشيتباك؟
لا أحد يغامر ويجرؤ على إعطاء جواب في لبنان حيث تحول البلد غلى صندوق بريد ديبلوماسي يتلقى الرسائل ويرسلها، وصلاحيته الوحيدة الإطلاع عليها من دون القدرة على تعديل فاصلة فيها.
من مساء السبت، تاريخ الضربة على مجدل شمس، ولبنان يعيش على حبس الأنفاس، ولعل ما قاله وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، هو أدق توصيف للوضع حيث قال : ” التوتر شديد وقد يتدهور الوضع سريعا، ونستعد لكل الاحتمالات، وإذا تصاعد هذا الصراع، فلن تستطيع الحكومة ضمان قدرتنا على إجلاء الجميع على الفور. وقد يضطر الناس إلى البقاء هناك”.
البداية من تطورات هذا الواقع وارتفاع حدة التوتر على الجبهة الجنوبية.