الانهماك تركز على تحليل ما قاله الموفد الأميركي آموس هوكستين في ختام محطته اللبنانية، وما قاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. يقول هوكستين: “انجزنا تقدما، وسوف انتقل الى اسرائيل استنادا الى محادثاتي هنا”.
هوكستين لم يفصح عن التقدم الذي أنجزه، ما ترك انطباعا بأنه يريد أن يحمله إلى تل ابيب، وعندها يمكن اعتباره تقدما، لأنه لا يكفي ان يكون تقدما بالتفسير اللبناني فقط.
أما الانهماك الثاني فتركز على ما قاله الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. قاسم لم يرفض الورقة الأميركية بل أعلن موقفه منها وما يرفضه فيها. يقول قاسم: “الطرف الإسرائيلي يتوقع أن يأخذ بالاتفاق ما لم يأخذه في الميدان، وليكن معلوما تفاوضنا تحت سقفين، سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية، أي لا يحق للعدو الإسرائيلي أن ينتهك وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة”.
قاسم لوح باستمرار المواجهة في حال فشلت المفاوضات، وقال: “فلو افترضنا أن المفاوضات لم تنجح خلال فترة من الزمن، نحن مستمرون في الميدان”. ولم يتوقف عند من يتخوفون من ثمن الاستنزاف، فيقول: أما من يقول لنا بأنه ستكون حرب استنزاف، نعم حرب استنزاف على العدو الإسرائيلي، لأنه ليس لدينا إلا قرار واحد الصمود والاستمرار حتى ولو طال الزمن، تقول أنه عندنا استنزاف، نعم، لكن نحن نتحمل هذا الاستنزاف”.
في التحليل، لم يخرج كلام قاسم عن المناورة، في انتظار الرد الاسرائيلي.
وبين التقدم الذي تحدث عنه هوكستاين ، ومناورة الشيخ قاسم في انتظار الرد الاسرائيلي, كان كلام قاسم بالغ الدلالة ولكن لما بعد الحرب ، وتحدث عن اربع نقاط لم يذكر فيها السلاح:
أولا : سنبني معا
ثانيا: سنقدم مساهمتنا لانتخاب رئيس بالطريقة الدستورية
ثالثا: خطواتنا السياسية تحت سقف الطائف
رابعا: سنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوتنا السياسية والشعبية.
قد يكون هذا الخطاب بنقاطه الاربع، التحول الابرز في خطاب حزب الله منذ تأسيسه منذ أكثر من أربعين عاما.
وبالعودة الى الاتفاق، فقد وصل هوكشتاين الى اسرائيل حيث يبدأ محادثاته اعتبارا من الليلة ,فيما بدأ الحديث داخل اسرائيل عما يسمى باليوم التاريخي غدا.