وقف إطلاق النار في غزة حجر الزاوية لبداية كل الحوارات. إنه موقف مكرر لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. فهو أطلقه في الأسبوع الفائت من مجلس الوزراء، ليعود ويكرره اليوم من دافوس. فهل يعتبر ميقاتي من مصلحة لبنان أن يربط أموره كلها بتطورات غزة؟ وألا يشكل موقفه استكمالا للمواقف التي يعلنها حزب الله، وتحديدا أمينه العام من أنه بعد انتهاء حرب غزة لكل حادث حديث؟ وعليه، هل بات لبنان الرسمي والحكومي يعترف بوحدة الساحات ويتصرف على أساسها؟ في الأثناء العشاء غير السري الذي جمع سليمان فرنجية بوليد جنبلاط لا يزال الشغل الشاغل للأوساط السياسية، علما أن معظم المتابعين يؤكدون أنه أتى ردا على الزيارة التي قام بها وفد من اللقاء الديمقراطي إلى بنشعي، وله صلة بتعيين رئيس للأركان أكثر مما يتعلق برئاسة الجمهورية.
عسكريا، الأمور تتدحرج نحو الأسوأ في لبنان والمنطقة. فاستهدافات الحرس الثوري الإيراني وصلت إلى أربيل، أما في لبنان فرقعة الإشتباكات في الجنوب تتوسع، ما زرع القلق في نفوس الأهالي بحيث ذكرت إحصاءات رسمية أن عدد النازحين من قراهم إرتفع من خمسة وسبعين ألفا إلى اثنين وثمانين . وسط كل هذا المشهد الرمادي خبر أبيض: لا إضراب غدا في المدارس الخاصة. توازيا، تواصل الMTV فتح ملف نهر بيروت الاسود: فإما إزالة الردميات الآن، او برج حمود مهددة بالغرق .