التفاؤل الحذر والمشروط. انه الوصف الوحيد الممكن للحركة الديبلوماسية الناشطة التي يقوم بها آموس هوكستين. صحيح ان المبعوث الرئاسي الاميركي حقق خرقا لا بأس به على صعيد المفاوضات، لكن العبرة تبقى في النتيجة.
وحتى الآن النتيجة غير مضمونة. اذ ان الجانب اللبناني، ممثلا بحزب الله والرئيس نبيه بري، وضع ملاحظات على المقترح الاميركي، وحملها الى هوكستين الذي سيحملها بدوره الى الجانب الاسرائيلي. فهل بنامين نتانياهو في وارد القبول بهذه الملاحظات؟
انه السؤال الجوهري الذي لا جواب عنه حتى الغد على اقل تقدير. علما أن النقاط الخلافية حساسة ومصيرية للحزب. فهي تتعلق بنزع سلاحه وبمراقبة منع تسلحه وبحرية حركة الجيش الاسرائيلي، ما يطرح أسئلة كثيرة عما اذا كان الحزب في وارد القبول بمثل هذه البنود، وخصوصا انها تتعلق بجوهر وجوده وبدوره مستقبلا.
وقد جاءت اطلالة الامين العام لحزب الله نعيم قاسم لتؤكد ان الامور ليست ناضجة بالقدر الذي اعتقد البعض. فقاسم الذي اطلق التحديات رصا للصفوف، ردد عشرات المرات ان الكلمة للميدان، واعتبر في ما يتعلق بالمفاوضات ان المرحلة مرحلة انتظار، ليظهر ما اذا كان هوكستين سيصل الى نتيجة ام لا.
الى ذلك، امران لفتا في كلمة نعيم يبينان التناقض في خطاب حزب الله، اذ انه تخلى فيها عن مبدأين.
المبدأ الاول هو وحدة الساحات، فقاسم لم يربط وقف اطلاق النار في لبنان بوقف النار في غزة، كما لم يربط المفاوضات هنا بالمفاوضات هناك، وهو امر يحصل للمرة الاولى بعد ثلاثة عشر شهرا على اطلاق حرب الاسناد.
كما ان قاسم تخلى عن مبدأ رفض التفاوض قبل وقف اطلاق النار، اذ اعترف ان المسارين سيسيران جنبا الى جنب. فما سبب التخلي المزدوج هذا؟ هل يشعر حزب الله ان الوقائع الميدانية تضغط عليه وتحمله على القبول بما يعرض اليوم تلافيا للأسوأ غدا؟
البداية من هوكستين الذي غادر لبنان ب If We Can و جولة أخرى له في تل أبيب. التفاصيل مع جويس عقيقي.