المنطقة كلها تكاد تغلي على صفيح رفح بعدما ضرب بنيامين نتنياهو بعرض الحائط كل النصائح والتحذيرات العربية والإقليمية والدولية وأطلق العنان للإجتياح المتهور بحسب توصيف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرانسيس أما بحسب توصيف مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فإننا بتنا على مشارف أزمة إنسانية كبرى.
عشرات الشهداء الفلسطينيين سقطوا في بدايات الإجتياح واقتحم جيش الإحتلال معبر رفح رافعا علم إسرائيل على الجانب الفلسطيني للمرة الأولى منذ تسعة عشر عاما.
وتسبب إحتلال المعبر بتوقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى أهالي القطاع المحاصر الأمر الذي ينذر بكارثة ولا سيما إذا توسع العدوان على رفح وطرد السكان وخصوصا من أحيائها الشرقية إلى جنوبها ليسهل إقتلاعهم بشكل نهائي من ارضهم.
نتنياهو أقدم على مغامرته ومن ضمنها إحتلال معبر رفح غير عابئ بالإتفاقات والمعاهدات والمواثيق إذ تعد هذه الخطوة خرقا لإتفاقية كمب ديفيد وللملحق الأمني لإتفاقية فيلادلفيا وإتفاقية المعابر مع مصر عام 2005.
أما الكلام عن رفض عملية إجتياح رفح الذي تلوك به ألسنة المسؤولين الأميركيين فشيك بلا رصيد إذ لا يتوخون سوى صرفه في بازارات إستحقاق الإنتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.
وكان العدو الإسرائيلي قد أطلق عملية إجتياح رفح بالتزامن مع رفضه موافقة حركة حماس على مقترح الوسطاء القطريين والمصريين لوقف إطلاق النار في غزة ووصف نتنياهو موقف حماس بأنه بعيد كل البعد عن متطلبات إسرائيل لكنه قرر إرسال وفد إلى القاهرة التي يصل إليها اليوم مجددا وفدان أميركي وقطري لإستئناف المفاوضات.
إرتباطا بالواقع الحالي في غزة ظل التصعيد يتحكم بمسار الميدان على الحدود اللبنانية – الفلسطينية وردا على الإعتداءات الإسرائيلية شنت المقاومة اليوم هجوما مركبا جديدا على أصبع الجليل شاركت فيه الطائرات المسيرة والصواريخ.
وفي الداخل اللبناني يتقدم ملف النزوح السوري ولا سيما في ضوء الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية لبيروت والتي تمخض عنها قرار منح لبنان هبة بقيمة مليار يورو لمواجهة أعباء هذا الملف.
وفي هذا الإطار دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة نيابية في الخامس عشر من الشهر الجاري لمناقشة الموقف من الهبة الأوروبية.
الرئيس بري أكد أمام وفد مهندسي بيروت وطرابلس أن لبنان ليس بلدا مفلسا إنما متخلف عن السداد ودفع مستحقات المودعين التي هي من المقدسات سواء كانت لأفراد أو نقابات أو مؤسسات ويجب أن تعاد إلى أصحابها.