تفاؤل أميركي كبير. إيجابية لبنانية واضحة. صمت إسرائيلي مريب.
ثلاثية تختصر المشهد العام للمفاوضات الجارية، على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الحدود الجنوبية في وقت قريب.
التفاؤل الأميركي الكبير، عبر عنه المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر، الذي أعلن أن الاتفاق على إنهاء الصراع بات في متناول اليد، بعدما كان آموس هوكستين جال به على المسؤولين الذين التقاهم اليوم في بيروت، في إطار جولته التي شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري للمرة الثانية، والنائب السابق وليد جنبلاط، بعدما بدأت صباحا من الرابية، حيث زار الرئيس العماد ميشال عون، وأطلعه على مسار المفاوضات، وتم استعراض بعض الافكار والمقترحات التي تعزز حقوق لبنان ودور الجيش اللبناني المعول عليه كثيرا بعد وقف النار.
الإيجابية اللبنانية الواضحة، ظهرتها في اليومين الماضيين والساعات الاخيرة تصريحات رئيسي مجلس النواب وحكومة تصريف الأعمال، والشيخ نعيم قاسم الذي رسم خارطة طريق من أربع نقاط لدور حزب الله بعد وقف النار، تشمل اعادة الاعمار والمساهمة في انتخاب رئيس والمشاركة في الحياة السياسية تحت سقف الطائف، إضافة الى بيان تكتل لبنان القوي أمس، الذي لفت فيه التشديد على عدم التنازل عن اي مستوى من مستويات السيادة، ولاسيما ما يتصل بالحدود البرية المرسمة اصلا منذ العام 1923، مع تأكيد وجوب اعتماد استراتيجية دفاعية وطنية بقيادة الدولة لمواكبة تنفيذ القرار 1701.
أما الصمت الإسرائيلي المريب، فيلمس من امتناع بنيامين نتنياهو عن التعليق، فيما شدد وزيرا الدفاع والخارجية على التمسك بحق اسرائيل بحرية التحرك في لبنان، على وقع معطيات متضاربة سلبا وايجابا في الاعلام الاسرائيلي من زيارة الموفد الاميركي.
وفي موازاة المشهد السياسي المتحرك، حركة عسكرية عنيفة على ارض الجنوب، تمثلت باشتباكات ضارية في الساعات الاخيرة، اثر محاولات اسرائيلية للتقدم على محوري طير حرفا ومجدل زون ومحور عين الزرقا في اطراف علما نحو شمع والبياضة، على وقع غارات وقصف لقرى القطاع الغربي في قضاء صور والمنطقة الواقعة بين بنت جبيل وعين إبل…
وفي كل الاحوال، بعد ثلاثة عشر شهرا وثلاثة عشر يوما من حرب اسناد ملتبسة الخلفيات والاهداف، وشهرين وثلاثة أيام من عدوان قتل 3558 شهيدا وأسقط 15123 جريحا حتى الآن، ودمر الضاحية والجنوب والبقاع، ولم يوفر بيروت والمناطق، ليس الآن وقت طرح الأسئلة الكبرى، ولا تحديد المسؤوليات، لكن وقته بالتأكيد، عاجلا أم آجلا… سيحين!.