Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الإثنين في 21/11/2022

الاستقلال غدا بلا رئيس ولا حكومة ولا عيد…

الاستقلال غدا بلا رئيس، لأن معظم اللبنانيين يربطون قرارهم حول انتخاب رئيسهم بالخارج. أما في الداخل، فيختلفون بين مطالب بطمأنة المقاومة وحمايتها، وساع إلى طعنها في ظهرها في أقرب فرصة، فيما الرئيس الإصلاحي الإنقاذي الممكن، يقابل بترشيحات لن تؤدي في أفضل الأحوال، إلا إلى إعادة إحياء منظومة متهالكة، من السياسة إلى المال.

الاستقلال غدا بلا حكومة، لأن رئيس حكومة تصريف الاعمال الحالي، وداعميه في الداخل والخارج، منعوا تأليف حكومة جديدة قبل نهاية الولاية الرئاسية، فأوقعوا البلاد في فراغين مكتملين: رئاسي بفعل الشغور، وحكومي بفعل استحالة تولي حكومة تصريف الاعمال صلاحيات رئيس الدولة المفقود. أما الالاعيب اليومية، ومحاولات الالتفاف الكثيفة، فلا يمكن أن تترجم على ارض الواقع، لا جلسة لمجلس الوزراء، ولا ممارسة لأي صلاحية رئاسية، لأن في ذلك ما ينقض الدستور ويضرب الميثاق ويخالف منطق الامور.

الاستقلال غدا بلا عيد، لأن الانتداب الذي زال عام 1943، حلت محله احتلالات ووصايات. والجلاء الذي تم عام 1946، استبدل بتدخلات خارجية من كل حدب وصوب، وصولا إلى حروب متعددة، منها الصغير ومنها الكبير.

فببالغ الحزن واللوعة والأسى والأسف، تحل ذكرى الاستقلال التاسعة والسبعون، وكل دول العالم مشغولة بلبنان، أو متدخلة فيه، فيما بعض السياسيين اللبنانيين منشغلون بجيوبهم، أو بحساباتهم المصرفية في الخارج، أو بأكاذيبهم اليومية، التي لا يزال يصدقها بعض الناس، على رغم الانهيار الذي طال جيوب كل الناس، والخراب الذي شمل كل أنحاء الوطن.