الحدث الأوكراني يلف العالم، ويؤدي إلى تراجع ملفات أخرى كانت قبل أيام في موقع الصدارة. وفي وقت بدا واضحا أن المحادثات التي استضافتها الحدود البيلاروسية بين الجانبية أفضت إلى صفر نتيجة، ظل التصعيد العسكري والسياسي وعلى مستوى العقوبات سيد الموقف، على وقع اعتبار مراقبين كثيرين في الداخل والخارج، ان الحرب الراهنة لن تنتهي إلا بعالم جديد، يبنى على قواعد أخرى للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الباردة.
أما لبنانيا، وفيما صدم اللبنانيون لدى علمهم بأن الدولة العظمى روسيا أقرت الكابيتال كونترول بعد أيام قليلة على بدء الحرب، فيما مضت ثلاث سنوات وأكثر على أزمتهم غير المسبوقة، من دون أن يرف جفن بعض الكتل والرؤساء حول وجوب اقراره في لبنان ولو أن الأوان فات، لفت اليوم تشديد رئيس الجمهورية أمام وفدين من الخزانة الاميركية وصندوق النقد الدولي على ان التدقيق الجنائي وسائر العناوين الاصلاحية هي طريق الخلاصة، لافتا إلى ان الامر يتطلب قرارات واضحة وسريعة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
لكن قبل الدخول في العناوين الأخرى المطروحة على الساحة الداخلية، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.
تذكروا مثلا، انو لو ما كان خطر التوطين قائم، لما كانت مقدمة الدستور بتنص على رفضو، من ضمن بنودها العديدة يللي تعتبر تأسيسية للوفاق اللبناني، يللي بيحافظ على استمرارية الكيان.
وما تنسوا ابدا، انو في اطراف لبنانيين مع التوطين، سواء بالمباشر لأسباب مذهبية بترتبط بالعدد، أو بشكل غير مباشر، من خلال اعتبار هالأمر تمهيد لأحلام معروفة بتقسيم لبنان.
ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللوا نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية.