IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ” otv” المسائية ليوم السبت في 6/3/2022

على مسافة عشرة أيام من إقفال باب الترشيحات، ثلاث ملاحظات يمكن تسجيلها حول المشهد الانتخابي:

الملاحظة الأولى، غياب العنوان السياسي الواضح الذي يدعى الناخبون في مختلف الدوائر إلى التصويت على أساسه. فعام 2005، كان الخيار محددا بين فريق يسعى الى تمديد الهيمنة الداخلية بعد الانسحاب السوري من خلال التحالف الرباعي، وفريق عائد إلى الحياة السياسية من بوابة السيادة والشراكة. وعام 2009، ظل الخيار المطروح هو إياه، مع تبدل في التحالفات بعد توقيع التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله. وسنة 2018، فدعي اللبنانيون إلى التصويت مع الانطلاقة الميثاقية الجديدة أم ضدها. أما عام 2022، فحابل الخيارات مخلوط بنابلها: فلا المشاريع السياسية هي الأساس ولا الخطط الاقتصادية، ولا قدم أي مشروع بديل عن المشاريع المتنافسة أساسا منذ عام 2005.

الملاحظة الثانية، الترجمة الضعيفة سياسيا وانتخابيا، أقله حتى الآن، للحركة الشعبية التي انطلقت في 17 تشرين الاول 2019، ويدل الى ذلك غياب اللوائح الموحدة للقوى والشخصيات المنبثقة حقيقة عن الثورة او الانتفاضة او الحراك، لمصلحة الاطراف المتسلقة، المكشوفة من الرأي العام.

أما الملاحظة الثالثة، فظاهرة النواب المستقيلين والورثة السياسيين العابرة للدوائر والمنقلبة على الخيارات المعتمدة من قبلها حتى أمس القريب. فهذا مثلا، يرفع شعار رفض الإقطاع والتوريث، وهو بنفسه ونهجه إقطاعي ووريث. وذاك ينادي بنزع الشرعية الشعبية عن رأسي مشروع حزب الله في دائرته، وفق وصفه، فيما كان هو شخصيا حليف أحد الرأسين المقصودين وعضوا في كتلته قبل أربع سنوات، بينما حليفه اللصيق يمثل نهجا عائليا يزايد في السيادة ومناهضة حزب الله، فيما كان عام 2018، على لائحة واحدة مع تيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي… وهذا طبعا في الماضي القريب، وحتى لا نعود الى الماضي الأبعد الحافل بالزحف والتبعية والفساد.

وقبل الدخول في تفاصيل الأخبار، ومنها اليوم مصير الميغاسنتر، واضراب المعلمين والتطورات الاوكرانية والايرانية، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. تذكروا مثلا، انو بعد ال1990، في ناس نفيت وسجنت واضطهدت، وفي ناس عينت نواب وتسلمت مناصب ونالت مغانم وكوفئت بمناصب، من ال1991، مرورا بال1996، ووصولا لل2016. وما تنسوا ابدا، انو يللي زايد مبارح برفض الوصاية السورية، كان تابع لهالوصاية، ويللي عم يرفع اليوم شعار رفض السلاح، كان حليف هالسلاح، ويللي يطرح حالو مشروع تغيير نقيض للطبقة السياسية، هو ركن مؤسس من أركان هالطبقة أبا عن جد، ومن دون ما نكون عم نقصد بهالمجال شحض او طرف محدد، لأنن معروفين. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية”.