بسؤالين بسيطين، أحرجت صحافية أجنبية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب اليوم.
فخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده لإطلاق الحملة الانتخابية للقوات، وبعدما كرر على مسامع اللبنانيين لحوالى ساعة من الوقت، كل الشعارات المعروفة في أدبيات القوات، من ترداد أسماء الشهداء للاستغلال السياسي، إلى إطلاق الوعود بولادة لبنان الجديد أو إعادته سويسرا الشرق بعد الانتخابات، وصولا الى استعادة الاموال المنهوبة واستكمال مسيرة 14 آذار 2005 بتحرير لبنان من خاطفيه، طرحت الصحافية المذكورة على الحكيم السؤالين التاليين: الاول، ما هو برنامجكم السياسي وكيف ستعيدون الاموال المنهوبة، أما السؤال الثاني فكيف ستحررون لبنان من خاطفيه اليوم، علما أنهم اليوم لبنانيون، فيما المحتلون في 14 آذار 2005 كانوا من الخارج ؟
وأمام هذين السؤالين، أتى الجواب ركيكا ضعيفا مبهما، يدور في إطار العموميات، تماما كسائر الشعارات الكبيرة غير الواقعية، أو الجميلة التي تفتقد إلى آليات تنفيذية عملية، والتي تملأ اللوحات الإعلانية الضخمة من الشمال الى الجنوب بتكاليف يفترض المنطق أنها باهظة جدا.
أما في الموضوع السني، فحاول جعجع تلطيف الموقف السابق الذي لقي صدى سلبيا، من دون أن يبدي في كلامه أي مراعاة لقرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات، وهي مراعاة دفعت بالرئيس نجيب ميقاتي والنائب طارق المرعبي اليوم الى العزوف، عشية اقفال باب الترشيح، في وقت كان الرئيس نبيه بري يشدد على ان الانتخابات قائمة في موعدها. وتبقى اشارة الى ان التيار الوطني الحر يقيم الليلة عشاءه التمويلي السنوي في ذكرى 14 آذار 1989، وتنقل ال أو.تي.في. وقائع الاحتفال الذي يتحدث خلاله رئيس التيار النائب جبران باسيل.
وقبل الدخول في سياق النشرة، ولأننا على مسافة شهرين تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.
ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية”.