Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم الجمعة في 29/4/2022

قياسا على حجم الاستهداف المتواصل منذ 17 تشرين الأول 2019 على الأقل، والقائم على كم هائل من التضليل والتزوير والتنمر، والمنطلق أصلا من هدف واضح هو الاغتيال السياسي والمعنوي لشريحة كبرى من اللبنانيين، فإن كل مقعد نيابي يفوز من لوائح التيار الوطني الحر يساوي في السياسة، عشرات المقاعد التي يمكن أن تفوز بها اللوائح الأخرى، فكيف إذا كان التيار يستعد لخوض المعركة الديموقراطية بكل ثقة وقوة، مؤكدا أنه سيفاجئ الخصوم، علما أنه يبدأ غدا سلسلة لقاءات انتخابية في مختلف الدوائر، بمشاركة رئيس التيار جبران باسيل، بدءا بعكار.

ووفق المنطق نفسه، فإن كل مقعد نيابي لا تفوز به القوات أو الكتائب أو اللوائح الأخرى التي تزعم تمثيل الثورة، هو خسارة مدوية لها، ودليل جديد إلى أن الشعب اللبناني واع ومدرك، وأذكى بكثير من أن تنطلي عليه الأكاذيب المبرمجة، والموجهة نحو طرف واحد، بل نحو شخص واحد، منذ ما يقارب الثلاثة أعوام.

فإذا حازت القوات اللبنانية على عدد من المقاعد قريب من عدد أعضاء كتلتها الحالية، فتلك هزيمة. وإذا نالت الكتائب نوابا بعدد غير بعيد عن أعضاء كتلتها الحالية، فتلك هزيمة. أما إذا لم تفز اللوائح التي تزعم الحديث باسم الثورة والتغيير بغالبية المقاعد ال128 التي تشكل المجلس النيابي اللبناني، ففي ذلك انسكار ما بعده انكسار.

هكذا يجب أن ينظر إلى الانتخابات المقبلة من الناحية السياسية. فلا اللوحات الإعلامية المكلفة تنفع بعد اليوم، ولا الصراخ يفيد، ولا التجييش المذهبي والطائفي والحزبي يجدي أساسا في شيء… فوحدها أصوات اللبنانيين الحرة في صناديق الاقتراع في لبنان والخارج ستكون هي المعيار… وعند الامتحان الشعب تكرم القوى السياسية أو تهان. ولأننا على مسافة 16 يوما من الانتخابات النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.